كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 233 """"""
السابع والعشرين من الشهر في اليوم المذكور ، وأدوا الرسالة ، وخلع عليهم دون عادة
رسل الملك ، وأعيدوا إلى مرسلهم .
وفيها في شهر رجب احترقت كنيسة النصارى الملكيين التي بمصر حريقا
عظيما ، وصار بعض عواميدها الرخام جيرا لشدة الحريق ، وكان بجوار الكنيسة
مسجدان لم ينلهما من النار شيء ، ثم رسم بإعادة الكنيسة المذكورة ، فأعيدت .
وفيها في يوم الأربعاء ثالث شعبان فوّض السلطان قضاء ثغر الإسكندرية للقاضي
علم الدين صالح بن القاضي المرحوم نجم الدين عبد القوي الإسنائي ، وكان قبل
ذلك يلي قضاء الأعمال الغربية نيابة عن قاضي القضاة جلال الدين القزويني ، فلما
شغر ثغر الإسكندرية عن القضاء عند انتقال قاضيه علم الدين بن الإخنائي إلى دمشق
- كما تقدم - عين السلطان لقضاء الثغر القاضي العالم شمس الدين محمد بن عدلان
الشافعي ، فامتنع من قبول الولاية ، واستعفى ، واعتذر بضعف ، فأجيب إلى الإعفاء ،
وعين جماعة وعرضوا على السلطان فلم يول أحدا منهم ، وعيّن القاضي علم الدين
المذكور ، فطلب من مدينة المحلة - وهي كرسي الغربية - في يوم الخميس السابع
والعشرين من رجب ، فحضر إلى الأبواب السلطانية في يوم الأحد سلخ الشهر ، ومثل
بين يدي السلطان في يوم الأربعاء المذكور ، وشافهه بالولاية ، وشمله الإنعام
بالتشريف الصوف والطرحة - على عادة القضاة - في يوم الاثنين ثامن الشهر ، ومثل
بين يدي السلطان ثانيا في يوم الثلاثاء ، وتوجه إلى الثغر ، ووصل إليه في يوم الثاني
والعشرين من شعبان ، ولم تطل مدة إقامته بالثغر ، فإنه عزل عن القضاء في يوم
الاثنين ثاني عشر شوال منها .
وفيها في يوم الجمعة حادي عشري رمضان أقيمت الخطبة بالجامع الذي أنشأه
الأمير سيف الدين قوصون الناصري خارج بابي زويلة بالشارع الأعظم بجوار حمامي
قاتل السبع بخط حوض ابن هنّس وولي خطابته القاضي فخر الدين محمد بن يحيى بن

الصفحة 233