كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 234 """"""
مسمار المعروف بابن شكر ، ولم يخطب به في هذه السنة ، بل خطب قاضي
القضاة جلال الدين القزويني الشافعي ، ثم استمر خطيبه المذكور في الخطابة .
وفيها في يوم الاثنين تاسع عشر شوال وصل إلى الأبواب السلطانية ، رسل متملك
اليمن ، وهو الملك المجاهد سيف الإسلام علي بن الملك المؤيد هزير الدين داود
بالهدايا والتحف ، ومن جملتها فيلان ، فقبلت هدية مرسلهم ، وحصل الإنكار الشديد
عليه وعليهم ، فإنه اتصل بالسلطان أن ملك مدينة دهلي وبلاد الهند أرسل إلى
السلطان هدية عظيمة لم يرسل مثلها لملك قبله ، وأنها لما وصلت إلى ثغر عدن قتل
الرسول باتفاق من الملك المجاهد ووزيره ، واستولى الملك المجاهد على الهدية
بكمالها ، وأن الذي أهداه الملك المجاهد إنما هو شيء يسير من جملتها ، فغضب
السلطان لذلك ، وأمر باعتقال رسله وخاله ، وهو ابن النقاش ، واعتقلوا مدة ، ثم أفرج
عنهم بعد ذلك ، والله تعالى أعلم بالصواب .
ذكر خبر يوسف الكيماوي ومقتله
وفي هذه السنة في يوم الخميس سابع عشر شهر رمضان وصل إلى الأبواب
السلطانية إنسان اسمه يوسف الكركي ، ويعرف جوك من جهة نائب السلطنة الشريفة
بالشام ، وهو من مسالمة نصارى الكرك ، كان يدّعي أنه وصل إلى علم الكيمياء ،
واشتهر أمره بالشام ، واتصل ببعض الأمراء ، وهو بهادر التقوى الجمقدار بدمشق ،
وتحيل عليه ، وأخذ منه جملة من المال ، وتنقل في مدن الشام وقراها ، وتحيل على
أهلها ، وأفسد عليهم أموالهم ، واعتقل بقلعة صفد مدة ، ثم أفرج عنه ، وعاد إلى
دمشق ، وسلك طريقه ، فانتهى أمره إلى نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز ،
فأحضره ، واتضح له حاله ، فهمّ بقتله وإعدامه ، فقال له : أرسلني إلى السلطان فإنني
إذا وصلت إليه ملأت له قلعة الجبل ذهبا وفضة ، فجهزه إلى الأبواب السلطانية ،
فوصل في التاريخ المذكور ، ومثل بين يدي السلطان ، وادعى أنه يعرف صناعة
الكيمياء ، فسلمه إلى الأمير سيف الدين بكتمر الساقي ، فتحيل ، وداك شيئا من الفضة
الحجر ، وألقى عليه الزئبق فصعد الزئبق واستقر ما كان داكه فلم يشك السلطان في
صدقه ، وخلع عليه خلعة سنية ، وطلب من السلطان فضة مصفاة مشحرة ، وذهبا