كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 240 """"""
وتوفي بدمشق الأمير الكبير سيف الدين بهادر آص المنصوري في تاسع عشر
صفر ، وكان من الأمراء الأكابر مقدمي الألوف بالشام ، وهو أكبر أمراء الشام تأمر في
الدولة المنصورية السيفية ، وصلي عليه بجامع دمشق ثم صلي عليه مرة ثانية بظاهر
البلد ، ودفن بتربته التي أنشأها ظاهر باب الجابية رحمه الله تعالى ، ولما مات أنعم
السلطان بإقطاعه على الأمير علم الدين سنجر الجمقدار المنصوري ، وهو من أكابر
أمراء الدولة مقدمي الألوف ممن يجلس في مجلس السلطان ، وتوجه إلى دمشق في
يوم السبت السابع والعشرين من شعبان .
وتوفي بدمشق أيضا الأمير سيف الدين بلبان المعروف بالكركند ، من مقدمي
الألوف بالشام ، وأنعم بإقطاعه وتقدمته على الأمير سيف الدين طيبغا حاجي ووصل
إلى دمشق في يوم السبت سابع عشرين شعبان .
وتوفي شيخنا المعمر المحدث شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن
أبي النعم بن نعمة الصالحي الحجار المعروف بابن الشحنة قبيل العصر من يوم
الاثنين خامس عشرين صفر سنة ثلاثين وسبعمائة بقاسيون ، وصلي عليه يوم الثلاثاء
بالجامع المظفري عقيب صلاة الظهر ، ودفن بتربته بقاسيون ، وكان قد تفرد برواية
صحيح البخاري ، فإنه سمع على ابن الزبيدي في سنة ثلاثين وستمائة ، وكان يقول :
كنت أنصرف من السماع على ابن الزبيدي ، وأسبح في نهر لورا مع الصبيان ، وذكر
أن مولده في سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، وأخبر عن نفسه أنه يذكر وفاة الملك
المعظم عيسى ابن الملك العادل ، وكانت وفاة المعظم في سلخ ذي القعدة أو مستهل
ذي الحجة سنة تسع وعشرين وستمائة ، وحدّث هذا الشيخ أيضا بغير البخاري سمعت
عليه صحيح البخاري ، في سنة خمس عشرة وسبعمائة ، ومتّع بحواسه إلى حين
وفاته ، وكان قوي التركيب ، وتزوج قبيل وفاته ببكر ، وافترعها . رحمه الله تعالى .
وتوفي بحلب قاضي القضاة فخر الدين عثمان ابن القاضي كمال الدين محمد بن
قاضي القضاة نجم الدين عبد الرحيم ابن قاضي القضاة شمس الدين إبراهيم بن
هبة الله بن المسلم هبة الله بن البارزي الجهني الشافعي فجأة ، وكان يعلّم على
كتاب ، فسقط القلم من يده ، واستند إلى الحائط فمات وقت العصر من يوم الأربعاء
العشرين من صفر ، وصلي عليه بكرة الخميس ، ودفن داخل المقام وكان رحمه

الصفحة 240