كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 241 """"""
الله تعالى حسن السيرة في ولايته ، ومولده في ذي الحجة سنة ثمان وستين وستمائة
بحماة ، رحمه الله ، وفوض قضاء حلب بعده للقاضي شمس الدين بن النقيب قاضي
طرابلس نقل منها إلى حلب ، وولي قضاء المملكة الطرابلسية القاضي شمس الدين
محمد بن عيسى بن محمود البعلبكي المعروف بابن المجد وذلك في شهر ربيع
الآخر من السنة ولم يطل مقامه بطرابلس فإنه مات في يوم الأحد سادس رمضان .
رحمه الله تعالى .
وتوفي في ليلة الأربعاء سابع شوال الصدر جلال الدين محمد بن وجيه الدين
سليمان بن همام بن مرتضى المعروف بابن البياع أحد كتاب الدرج بدمشق ودفن
من الغد بسفح قاسيون ، ومولده في سنة خمس وخمسين وستمائة رحمه الله تعالى .
وتوفي في ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة بدمشق الأمير علاء الدين قلبرص ابن
الأمير الكبير علاء الدين طيبرس الوزيري أحد الأمراء مقدمي الألوف بالشام ،
وكانت وفاته ببستان قاضي القضاة نجم الدين بن صصرى ، وصلي عليه عقيب صلاة
الجمعة بالجامع المظفري ، وخلف ولدا ذكرا اسمه ناصر الدين محمد عمره نحو
عشرين سنة ، وابنتين : خديجة وعائشة ، وأوصى لألزامه وعتقائه بجملة كبيرة من
الذهب تقارب عشرة آلاف دينار ، وكان رحمه الله تعالى رجلا جيدا خيّرا عفيفا حسن
المعاملة . . كثير الصدقة رحمه الله تعالى .
وتوفي بدمشق أيضا في ليلة الخميس رابع عشر ذي القعدة الفقيه الفاضل
بدر الدين محمد بن فخر الدين عثمان بن أبي الوفا بن نعم الله بن أبي الوفا
العزازي أحد كتاب الدرج بدمشق ، وصلي عليه ظهر يوم الخميس بالجامع الأموي ،
ودفن بتربة والده بمقبرة الباب الصغير ، ومولده في سنة ست وسبعين وستمائة . وكان
رحمه الله تعالى حسن الصورة والهيئة والكتابة ، كتب في ديوان المكاتبات مدة بدمشق
زيادة على عشرين سنة ، وكان حسن الصحبة ، كثير المودة وله نظم ونثر ، رحمه
الله تعالى وإيانا .

الصفحة 241