كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
وتوفي الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر شمس الدين يوسف ابن
الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول صاحب اليمن ، وكانت وفاته في
مستهل ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة ، وحصل بعد وفاته من الاختلاف
والفتن بين ولده وأخيه ما نذكره بعد - إن شاء الله تعالى - عند ذكرنا لأخبار اليمن .
وتوفي الشيخ الصالح العابد نجم الدين عبد الله بن محمد الأصفهاني بمكة
شرفها الله تعالى ، وورد الخبر بوفاته في شعبان ، وكان شخصا جليلا صالحا فاضلا
مشهورا مقصودا للزيارة منقطعا عن الناس ، جاور بمكة سنين كثيرة رحمه الله تعالى .
ذكر ما وصل إلينا من الحوادث
الكائنية ببغداد في هذه السنة
في نصف شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبعمائة كبس الحرامية بغداد
وقت الظهر ونهبوا سوق الثلاثاء ، وخرج الناس ، وقتلوا منهم نحو المائة وأسر منهم
جماعة ، وكان ذلك جرأة عظيمة منهم . نقلت ذلك من تاريخ الشيخ علم الدين بن
البرزالي ، وقال : كنت قرأت ذلك في كتاب وصل إلى شمس الدين ابن منتاب
البغدادي ، وفيها أيضا ورد كتاب من بغداد من جهة أحمد البالوادي إلى شمس الدين بن
منتاب بدمشق ، وهو مؤرخ بالحادي والعشرين من جمادى الآخرة ، وكان وصوله إلى
دمشق في مدة عشرين يوما ، وفيه " . . والذي أعرفكم به أنه جرى في بغداد شيء ما
جرى في زمان الخليفة إلى هذا التاريخ : خربوا البازار من أوله إلى آخره ، وما يعلم
ما عزموا عليه إلا الله تعالى ، وما خلوا في البلد خاطية إلا توبوها وزوجوها ، وما
خلوا أحدا يعصر في البلد شرابا ، وبددوا الشراب العتيق ، ولو بددوه من الشط غرقت
بغداد ، وبعد ذلك نادت المنادية أن كل من تخلف عنده شيء من الشراب يكون دمه

الصفحة 26