كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 3 """"""
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي
ذكر وصول أوائل الحاج الذين وقفوا بعرفة في سنة عشرين وسبعمائة
واستهلت سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بيوم السبت المبارك ، وفي أول ليلة
يسفر صباحها عن يوم الاثنين الثالث من المحرم من هذه السنة وصل إلى مصر
المحروسة القاضي فخر الدين محمد ناظر الجيوش المنصورة الإسلامية من الحجاز
الشريف بعد أن وقف بعرفة في يوم الجمعة ، ولم يبلغنا أن أحدا ممن وقف بعرفة
وصل في مثل هذا التاريخ ، وكما وصل الأمير شمس الدين آقسنقر الناصري شاد
العمائر من الحجاز في سابع المحرم سنة تسع عشرة وسبعمائة - كما تقدم - استعظم
الناس ذلك ، وكان الناس قبل ذلك إذا أسرع من يحضر منهم بالبشارة يصل يوم
عاشوراء .
ولما وصل القاضي شمس الدين توجهت إليه ، وسلمت عليه ، وسألته عن خبر
سفره في ذهابه وإيابه ، فأخبرني أنه ركب من داره بمصر المحروسة في سادس عشر
شوال سنة عشرين وسبعمائة ، وتوجه إلى زيارة الخليل عليه الصلاة والسلام ، فزاره ،
وتوجه إلى بيت المقدس ، وأقام به أياما ، وأحرم من بيت المقدس ، ووصل مكة
شرفها الله تعالى ، فأقام بها شهرا كاملا ، ووقف يوم الجمعة بعرفة ، وتعجل من منى
في يوم الاثنين ثاني عشر من ذي الحجة ، ووصل إلى المدينة النبوية - على ساكنها
أفضل الصلاة والسلام - في يوم الجمعة السادس عشر من الشهر ، فصلى الجمعة ،

الصفحة 3