كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 31 """"""
السلطاني بالتشريف والخيل والإحسان ، وقدم له أعيان الأمراء التقادم ، وبالغ
القاضي كريم الدين وكيل السلطان في خدمته وإكرامه ، وأرسل إليه عدة كثيرة من
الأقمشة والتعابي والتشاريف ليخلعها على من يحضر إليه بتقادم الأمراء ، وأعطاه خيلا
وجملة من المال ، وحضر هو صحبة القاضي كريم الدين إلى داره ، وترجل عند قربه
من الدار ، ومشى والقاضي كريم الدين مستمر الركوب على ما هو عليه إلى أن نزل
في مكانه المعتاد ، هكذا أخبرني جماعة ممن ذكروا أنهم شاهدوا ذلك ، ثم رسم بعود
الأمير المذكور إلى المملكة الحلبية ، فعاد في يوم السبت ثاني شهر ربيع الأول على
خيل البريد ، وأدرك العسكر بحلب ، ودخل معهم إلى آياس .
ذكر وصول رسل الملك أبي سعيد ملك التتار
وفي العشر الآخر من ربيع الأول وصلت رسل الملك أبي سعيد بن خربندا
- ملك العراقين وخراسان وما والى ذلك - إلى الأبواب السلطانية ، وهم : الأمير
حسن بن شادي بن سونجاق ، ومعه أمير آخور ، وقاضي قضاة تبريز نصر الدين
محمد بن محمد القزويني الشافعي ، فأمر السلطان بإنزالهم في قلعة الجبل ، ومثلوا بين
يديه في يوم الاثنين مستهل ربيع الآخر ، فاستقبلهم بدر الدين بيبرس الصالحي .
ذكر سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة في يوم الخميس
رابع عشر ربيع الآخر قبض على كريم الدين الكبير
بعدما تجهز ليسافر يوم الجمعة خامس عشرة إلى الشام ، فعندما طلع إلى القلعة
على العادة ، ووصل إلى الدركاه منع من الدخول إلى السلطان ، وعوق بدار النيابة هو
وولده علم الدين عبد الله ، وكريم الدين أكرم الصغير ناظر الدولة ، ووقعت الحوطة
على دور كريم الدين الكبير خاصة التي بالقاهرة وبركة الفيل ، ونزل شهود الخزانة
بولده إلى داره ببركة الفيل ، وحملوا ما فيها إلى القلعة ، وتوالت مصادرته ، فوجد له
شيء كثيرا جدا ووجد له عدة من المماليك والجواري الأتراك ، وكان من مماليكه
جماعة قد أخذ لهم الإقطاعات الوافرة في جملة رجال الحلقة المنصورة ، فأمر

الصفحة 31