كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
بملكها ، ووصل كرنبس إلى ثغر أسوان ، فرسم له بالمقام به ، فأقام به إلى أواخر سنة
ست وعشرين وسبعمائة ، وكان من أمره ما نذكره إن شاء الله تعالى .
وفي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة أيضا ، في ليلة يسفر صباحها عن نهار الثلاثاء
ثالث المحرم توفي الملك المجاهد أنس بن الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري
الضرير بالقاهرة ، ودفن بتربة والده بالقرافة ، وقد جاوز خمسين سنة ، وكانت زوجته
ابنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي قد اشترت منه ما يخصه من الدار
المعروفة بإنشاء والده بالقاهرة ، وحصل بينها وبينه خصام قبل وفاته أوجب انتقالها عنه
إلى دار الشريف بن ثعلب ، وسكنتها بالأجرة ، فلما مات حصل بينها وبين إخوته
خصام ، فباعت ما ملكته من الدار الزينية لوكيل زوجة السلطان طغاي أم ولده ،
واشترى الوكيل من بقية الورثة ما يخصهم من الدار بستمائة ألف وثلاثين ألف درهم ،
وأخرج أولاد العادل منها ، وتفرقوا بالقاهرة ، وسكنوا في عدة مساكن بالأجرة .
وتوفي الصدر الأمير نجم الدين محمد بن الشيخ فخر الدين عثمان بن الشيخ
صفي الدين أبي القاسم بن محمد بن عثمان البصروي الحنفي ، وكانت وفاته بمدينة
بصرى في يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان ، ودفن بها ، وهو من أبناء
الخمسين ، وكان قد تقدم واشتهر بتحصيل الخيول الجياد ، وسياقتها إلى الأبواب
السلطانية ، وتقدمتها إلى أعيان الأمراء ، فأوجب له ذلك التقدم ، فولي نظر الحسبة
بدمشق ، ثم نظر الخزانة ، ثم وزر بالشام ، ثم سعى في إقطاع فأنعم عليه بإمرة عشرة ،
وأقطع إقطاعا جيدا ، وكان قبل ذلك مدرسا ببصرى ، وكان يذكر بكرم رحمه
الله تعالى .
وفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شعبان توفيت بدمشق محمودة خاتون
ابنة الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر
محمد بن أيوب توفيت بدارها وتعرف بدار كافور ، وصلى عليها بجامع دمشق
عقيب صلاة المغرب من ليلة الجمعة ودفنت بالمدرسة الصالحية داخل دمشق بتربة
جدتها ، وكانت جليلة ، ولم تتزوج قط ، ولم يكن في بيت العادل من هو في درجتها
رحمها الله تعالى . نقلت وفاتها من تاريخ الشيخ علم الدين القاسم بن البرزالي .

الصفحة 50