كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 55 """"""
الجمعة إلى الجامع ، ولا أذن لأحد في الدخول عليه ، ثم رسم السلطان ألا يتعرض
إليه ، وأقر باسمه ما كان قد رتب له عند انفصاله من طرابلس ، وأذن له أن يتصرف
ويركب في مصالحه .
واستوزر السلطان بعده مملوكه الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي ، وهو يومئذ
أستاذ الدار العالية ، وأقره في الوظيفتين ، وخلع عليه في يوم الجمعة التاسع من
الشهر ، وأمر السلطان بصرف ناظري النظار ، وهما : القاضي موفق الدين والقاضي
شرف الدين بن زنبور ، ورتب القاضي شهاب الدين بن سعد الدين الأقفاصي في
نظر الدواوين ، وكان يلي نظر البيوت السلطانية ، وخلع عليه بغير طرحه ، وكتب إلى
الشام بطلب القاضي شمس الدين غبريال ناظر الشام ، فحضر على خيل البريد ،
وكان وصوله إلى قلعة الجبل في يوم الخميس الثاني والعشرين من الشهر فرتب ناظر
النظار والصحبة ، وخلع عليه .
ورتب كريم الدين عبد الكريم المعروف بالصغير في نظر الشام عوضا عن
شمس الدين غبريال ، وخلع عليه في يوم السبت الرابع والعشرين من شهر رمضان ،
وتوجه من الشام على خيل البريد في يوم السبت السادس عشر من شوال ، فوصل إلى
دمشق في يوم السبت الثالث والعشرين من الشهر ، وخلع عليه بدمشق أيضا في يوم
الأحد ، وباشر الوظيفة .
وكان قد رسم بطلب الأمير علم الدين سنجر الحمصي - شاد الدواوين
بحلب - ليرتب في شد الدواوين بالأبواب العالية ، فحضر ، وخلع عليه ، ورتب في
وظيفة الشد ، وحضر مع الوزير في المجلس وشاركه في الكلمة والتنفيذ ، فرسم له ألا
يتعدى عادة المشدين في الجلوس على باب دار الوزارة ، فامتنع من ذلك ، فلما وصل
القاضي شمس الدين من الشام رتب علم الدين المذكور في ولاية الجيزية ، وأظهر له
أن الوظيفتين معه ورسم له أن يتوجه إلى الجيزية ، ويحضر إلى القلعة في يومي

الصفحة 55