كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
وفيها - في شهر ربيع الآخر - رسم بعزل قاضي القضاة بالشام جمال الدين
الزرعي بسبب شكوى نائب السلطنة الأمير سيف الدين تنكز منه ، فوصل المثال
السلطاني إلى دمشق بعزله في الخامس والعشرين من الشهر ، وعرض القضاء على
الشيخ برهان الدين بن الشيخ تاج الدين فامتنع عن الإجابة إلى ذلك ، واعتذر بالعجز
والمرض ، وصمم على الامتناع ، فعند ذلك طلب الخطيب القاضي جلال الدين
محمد بن قاضي القضاة سعد الدين عبد الرحمن بن قاضي القضاة إمام الدين عمر
القزويني ، فوصل إلى الأبواب السلطانية بقلعة الجبل المحروسة في يوم الجمعة
الثالث والعشرين من جمادى الأولى ، واجتمع بمولانا السلطان وخطب بجامع القلعة ،
وصلى بالسلطان في يوم الجمعة ، وفوض إليه القضاء بالشام ، وخلع عليه في يوم
الخميس ثالث عشر من جمادى الآخرة ، وأنهى إلى السلطان أن عليه دينا شرعيا ،
فأنعم عليه بألف دينار ومائة دينار وستين دينارا عينا ، وأرسل الذهب صحبة البريد إلى
نائب السلطنة بالشام وكره أن يحضر أرباب الديون ، ويعطوا أموالهم بمقتضى
حججهم ، ففرق ذلك عليهم ، وتوجه القاضي جلال الدين المذكور من الأبواب
السلطانية إلى دمشق في يوم الاثنين الرابع والعشرين من جمادى الآخرة ، ووصل إلى
دمشق في خامس شهر رجب ، وفوض قضاء العسكر الشامي للقاضي جمال الدين
أحمد ابن القاضي الصدر المرحوم شرف الدين محمد بن محمد القلانسي التميمي ،
وخلع عليه في سادس شهر رجب بدمشق ، وخوطب بقاضي القضاة ، هكذا ذكر الشيخ
علم الدين البرزالي في تاريخه وأقام القاضي جمال الدين الزرعي بدمشق بعد أن
عزل عن القضاء إلى أواخر سنة ست وعشرين ففارقها ، وحضر إلى القاهرة المحروسة
فوصل إليها في يوم الأربعاء منتصف ذي الحجة منها ، واجتمع بالسلطان في تاسع
المحرم سنة سبع وعشرين ، ولم يفوض إليه ولاية ، وسكن قرب السلمية خارج باب
النصر .

الصفحة 57