كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 58 """"""
وفيها فوض السلطان قضاء القضاة بحلب المحروسة للقاضي كمال الدين ابن
الزملكاني ، وجهز إليه التقليد السلطاني بالولاية إلى دمشق ، فوصل في يوم السبت
تاسع عشر شعبان ، فامتنع من قبول ذلك ، فطولع السلطان بذلك ، فغضب منه ، وأمر
بعزله من مناصبه بدمشق ، ثم شفع فيه ، فعاد المرسوم بتوجهه ، ووصل المثال بذلك
إلى دمشق في ثاني عشر شهر رمضان ، فقبل الولاية ، وتوجه إلى حلب في يوم
الخميس رابع عشر شوال ، ووصل إلى حلب في السادس والعشرين منه ، وكان سبب
هذه الولاية أن قاضي القضاة زين الدين عبد الله بن محمد بن عبد القادر الأنصاري
الشافعي قاضي حلب توفي إلى رحمة الله تعالى بحلب في يوم الخميس تاسع عشر
شهر رجب منها .
وفي هذه السنة يوم الاثنين - عند الزوال - سابع شهر ربيع الآخر توفي الشيخ
الإمام العالم نور الدين علي بن يعقوب بن جبريل بن عبد المحسن بن يحيى بن
الحسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن نجم بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن
داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
رضي الله عنه ، وكانت وفاته بمصر بدار القاضي فخر الدين بن مسمار المعروف
بابن شكر ، ودفن بالقرافة الصغرى في بكرة نهار الثلاثاء بتربة ابن عم والده الشيخ
عبد المؤمن بن إسماعيل بن عبد المحسن البكري ، ويعرف بالطواشي عطا الله ، وكان
رحمه الله تعالى من العلم بالمكان الذي لا يجهل وله مصنفات منها : شرح التسهيل
لابن مالك في مجلدين ، وكتاب في علم البيان ، وغير ذلك مما لم يكمله رحمه
الله تعالى وإيانا .
وفيها توفي الطواشي الأمير شجاع الدين عنبر أمير لالا الخزندار ، وزمام
الأدر ، السلطانية ، وكانت وفاته بقلعة الجبل في ليلة الأربعاء رابع عشر جمادى
الأولى ، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرافة بجوار الدينوري ، وكان يتولى نظر المدرسة
الناصرية والمدرسة الأشرفية والتربة الخاتونية ونظر الأحواض ، ومشيخة الخدام

الصفحة 58