كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
النبوية ، وله إمرة عشرة طواشيه ، وكان سيء الخلق ، كثير الحمق شحيحا ، يستقل
لنفسه الكثير ، ويستكثر لغيره القليل ، وكان كثير التحصيل يبيع ما يهدى إليه من
المآكل وغيرها ، ومع ذلك فلم يوجد له طائل موجود ، ولما ولي نظر المدرسة
الناصرية حجب كتاب وقفها أن يطلع عليه أحد من مستحقي الوقف ، ولم يسلك فيها
شرط واقفها ، وصرف للفقهاء والمعيدين نصف ما شرط لهم في كتاب الوقف ،
واقتطع مما صرفه أولا في كل سنة ثلاثة أشهر ، فلما مات وفوض السلطان نظر
المدرسة لنائبه الأمير سيف الدين أرغن الناصري أظهر كتاب الوقف ، وتتبع ما شرطه
السلطان الواقف فيه ، وصرف بمقتضاه ، وزاد عدة الفقهاء ، وضاعف معلومهم ، أثابه
الله تعالى .
وفيها توفي القاضي بهاء الدين أبو المنصور محمد بن أحمد بن أحمد بن الشيخ
صفي الدين الحسين بن علي بن ظافر بن حسين الأنصاري الخزرجي المعروف بابن
أبي المنصور المصري المالكي ، وكانت وفاته بمصر في العشر الأخر من جمادى
الآخرة ، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى .
وتوفي الأمير نصر الدين محمد بن الأمير بدر الدين بكتاش الفخري أمير
سلاح ، أحد أمراء الطبلخانات ، وكانت وفاته بداره بالقاهرة في يوم الجمعة الثامن
والعشرين من جمادى الآخرة ، ودفن بتربة حميه الأمير شمس الدين قشتمر العجمي
خارج باب النصر ، وكان رحمه الله حسن المعاملة ، كثير الصدقة من بقايا الخير .
وتوفي الأمير محمد بن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنا وكانت وفاته
بسلمية في يوم السبت سابع شهر رجب ، ودفن عند والده بقرية الأساود رحمه
الله تعالى .
وفيها ورد الخبر بوفاة الوزير تاج الدين علي شاه بن أبي بكر التبريزي وزير
الملك أبي سعيد بن خربندا ، وأن وفاته كانت في ثامن جمادى الآخرة بأرجان ،
وحمل إلى تبريز ، فدفن بتربته ، وكان شيخا جليلا ، ولي الوزارة بعد مقتل سعيد الدين
الساوي في شوال سنة إحدى عشرة وسبعمائة ، واستمر في الوزارة إلى أن مات رحمه
الله تعالى .

الصفحة 59