كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
ذكر وصول هدية الملك أبي سعيد بن خربندا
ملك التتار إلى الأبواب السلطانية
وفي هذه السنة وصل مجد الدين إسماعيل بن محمد بن ياقوت السلامي التاجر
إلى الأبواب السلطانية على خيل البريد ، وعلى يده كتاب الملك أبي سعيد ملك
التتار ، ثم وصلت الهدية في يوم السبت التاسع والعشرين من المحرم من هذه السنة
إلى قلعة الجبل ، وهي ختمة شريفة ستون جزءا كبارا ، وخركاه عظيمة مكللة ، وغير
ذلك من التحف الجليلة والنفائس ، فقبلت الهدية ، وجهز السلطان له هدية تليق به .
ذكر تفويض نظر أوقاف الجامع الطولوني
للقاضي كريم الدين وكيل الخواص الشريف
وفي شهر ربيع الأول فوض السلطان نظر أوقاف الجامع الطولوني الذي هو
بظاهر القاهرة المحروسة للقاضي كريم الدين عبد الكريم ناظر الخواص الشريفة
السلطانية ووكيلها ، كان النظر في ذلك على شرط الواقف لقاضي القضاة بدر الدين
محمد بن جماعة ، وكان بيده من سنين كثيرة ، فرفعت يده الآن عنه .
وكان سبب ذلك أن الوقف ضاق ريعه عن المرتب عليه ، فأراد قاضي القضاة
اختصار بعض المرتبين ، ليتسع الريع على من بقي ، وعزم على قطع درس الطب
وغيره ، فقام في ذلك مدرس الطب بالمكان ، وهو علم الدين الشوبكي ، وسعى في
مباشرة الوقف ، ووقع في ذلك تشنيع كثير ، وشكاوى ممن حصل الغرم على
توفيرهم ، واتصلت الشكاوى بعلم السلطان ، ففوض النظر فيه وفي أوقافه لوكيله
المشار إليه ، ففعل في أمر الوقف ما لا يتمكن القاضي بدر الدين من فعله ولا يمكنه ،
وذلك أنه نجز توقيعا شريفا سلطانيا بمسامحة الوقف بما على ناحية " منية اندوانة " من
عمل الجسور السلطانية وغيرها مما كان يحمل إلى بيت المال ، وهو في السنة نحو

الصفحة 6