كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 60 """"""
وفيها في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شعبان توفي الشيخ المحدث
نجم الدين أبو بكر عبد الله بن علي بن عمر بن سبل بن رافع بن محمود الصنهاجي
الحمزي بالقرافة الصغرى ودفن بها ، ومولده في سادس عشر شهر رمضان سنة
ثمان وخمسين وستمائة ، سمع الكثير من الحديث ، وأسمع قبل وفاته ، وكان سهلا في
الإسماع رحمه الله .
واستهلت سنة خمس وعشرين وسبعمائة بيوم الأربعاء الثالث والعشرين من
كيهك من شهور القبط
في هذه السنة ورد إلى الأبواب السلطانية الملكية الناصرية رسل الملك المجاهد
سيف الإسلام علي بن الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر شمس الدين
يوسف بن الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول متملك اليمن يستنجد
السلطان ، ويستغيث به ، ويستصرخ به على ابن عمه الملك الظاهر أسد الدين عبد الله بن
الملك المنصور زين الدين أيوب بن الملك المظفر شمس الدين ، وغيره ممن خرج
عليه من المماليك ، واستولوا على بلاده ، وحصروه بقلعة تعز على ما نذكر ذلك .
وقد رأينا أن نبدأ في هذا الموضع بذكر أخبار بلاد اليمن ، وسياقة أخبار
ملوكها ، إلى أن انتهى الملك إلى الملك المجاهد هذا المرسل الآن .
ذكر أخبار اليمن ومن وليه من العمال ومن استقل بملكه
وسميت أيامهم بالدولة الفلانية
اعلم - وفقك الله تعالى وإيانا - أيها المطالع لهذا الكتاب ، المتأمل لما اشتمل
عليه من الفصول والأبواب ، الباحث عن جمله وتفصيله ، المستوعب لتراجمه
وفصوله ، أننا لم نترك إفراد بلاد اليمن بباب مستقل يشتمل على أخبارها ، ويستدل من
مضمونه على آثارها ، ويعلم منه أخبار من وليها من العمال في السنين السالفة ، ومن
استقل بملكها في المدد الماضية والآنفة ، ذهولا عنه ولا إهمالا ، ولا أخرناه استخفافا
بقدرها ولا استقلالا ، لكنا لم نقف فيما سلف على تاريخ جرد لذكرها وألف ، ولا
كتاب أفرد في أخبارها وصنف ، وإنما كنا نقف من أخبارها على النبذة الشاردة ،

الصفحة 60