كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
والإشارة التي تكون في أخبار غيرها من الدول واردة ، فنورد من ذلك ما نقف عليه
في أثناء أخبار الدولة الأموية والعباسية ، والملوك الأيوبية ، والأيام المنصورية
والناصرية ، ونحن مع ذلك نتوكف أن نقف على مؤلف يجمع سيرها وأخبارها ،
ومصنف يشكف أستارها ويبرز أسرارها ، ونسأل عن ذلك كل قادم ووارد ، فلا نجد
من يرد ضالة هذه الشوارد ، إلى أن وصل إلى الديار المصرية المولى القاضي الفاضل تاج الدين عبد الباقي بن عبد المجيد بن عبد الله اليماني كاتب درج الملك
المؤيد داود - كان - من البلاد اليمنية وهو الذي أشرنا إليه فيما سلف من هذا الكتاب ،
وذكرنا جملة من رسائله البليغة ، وآدابه البديعة ، فأوقفني على كتاب ألفه لما عاد إلى
البلاد اليمنية سماه : " بهجة الزمن في تاريخ اليمن " وهو في مجلدة خدم بها الملك
الظاهر المذكور آنفا ، فلخصت منه ما أورده الآن ، فاجتمعت أخبار اليمن في هذا
المكان بحسب الإمكان ، وهي نبذة يستدل بها على أخباره ، ولمعة تهدي المتأمل إليها
إلى آثاره ، وإذا انتهينا - إن شاء الله تعالى إلى آخر ما أورده من أخبار اليمن - إلى آخر
سنة أربع وعشرين وسبعمائة ، عدنا إلى سياقة أخبار الدولة الناصرية لسنة خمس
وعشرين وسبعمائة وما بعدها .
قال - أدام الله الانتفاع بفوائده ، وأجزاه من ألطافه على أجمل عوائده - في كتابه
ما مختصره - وفي بعض ألفاظه ما أوردناه بالمعنى - :
توفي رسول الله [ ] وولاة اليمن ثلاثة ، وهم : أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
على صنعاء وأعمالها ، ومعاذ بن جبل الأنصاري على الجند ومخاليفها ، والمهاجر بن
أبي أمية المخزومي على حضرموت .
فلما ظهر الأسود العنسي باليمن - كما قدمناه - لحق الأمراء المذكورون بأبي بكر
الصديق رضي الله عنه ، فاستخلف معاذ على عمله عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ،

الصفحة 61