كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 62 """"""
وهو والد عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور ، واستخلف أبان بن سعيد على عمله
يعلى بن منبه التميمي حليف بني نوفل بن عبد مناف ، واستخلف المهاجر عكرمة بن
أبي جهل .
فلما قتل العنسي ، وفاء أهل اليمن إلى الإسلام ، أقر أبو بكر رضي الله تعالى
عنه عبد الله بن أبي ربيعة على الجند ومخاليفه ، ويعلى على صنعاء وأعمالها ، واستمر
أهل حضرموت على الردة والعصيان .
فلما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أقر عبد الله ويعلى على عمليهما ، ثم
عزل عمر يعلى لشكاية ، واستعمل المغيرة بن شعبة على صنعاء ، فشخص يعلى إلى
عمر يظهر بطلان الشكاية وأن الحق كان بيد يعلى ، فرده عمر إلى عمله بعد سنتين ،
فأقام ما شاء الله ، ثم شكى إلى عمر ، فأمر بإشخاصه إليه ماشيا ، فخرج حتى إذا كان
على أميال من صنعاء لقيه الخبر بقتل عمر وخلافة عثمان ، وإقراره على عمله ، فعاد
راكبا ، فلم يزل على عمله إلى أن قتل عثمان ، وكذلك ابن أبي ربيعة .
فلما استخلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه استعمل على جميع اليمن ابن
عمه عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ففارق يعلى وابن أبي ربيعة اليمن ، وأتيا
مكة ، وانضم يعلى إلى طلحة والزبير وعائشة ، وخالف عليا ، وأعان بمال وإبل كما
قدمنا في أخبار علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، واستمر عبيد الله باليمن أيام علي ،
ثم تخاذل عنه أصحابه .
وأرسل معاوية بسر بن أرطأة إلى اليمن ، فسفك الدماء وارتكب الأفعال
الشنيعة ، وقتل ابني عبيد الله كما تقدم ، فلما ولي معاوية بعث إلى اليمن عثمان
الثقفي ، ثم عزله وجمع اليمن بكماله لأخيه عتبة بن أبي سفيان ، فولي ثلاث سنين ،
ثم مات فاستعمل معاوية على اليمن النعمان بن بشير الأنصاري ، فمكث سنة ثم عزله
واستعمل سعيد بن دادوية من أبناء الفرس ، فولي تسعة أشهر ، ومات ، فاستعمل
الضحاك بن فيروز ، فولي بقية أيام معاوية .
فلما مات معاوية استعمل يزيد بجير بن زيان الحميري على المخلافين : مخلاف
صنعاء ومخلاف الجند ، قاطعه عليهما بمال عظيم في كل سنة يرسله إليه ، وكان بجير
عاتيا متجبرا ، فكان باليمن حتى هلك يزيد بن معاوية ، وظهر عبد الله بن الزبير بمكة
فأطاعه أهل اليمن إلا القليل منهم ، فاستعمل ابن الزبير الضحاك بن فيروز فمكث سنة ، ثم عزله بعبد الله بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فولي سنة ، ثم عزله
بعبد الله بن أبي وداعة السهمي ، فمكث سنة وثمانية أشهر ، ثم عزله بأخيه عبيدة بن

الصفحة 62