كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 64 """"""
ركب قليل ، فقتل كما قدمنا ، فبعث مروان الوليد بن عروة بن محمد على اليمن ،
فكان عليه إلى أن انقضت الدولة الأموية .
ذكر عمال اليمن في الدولة العباسية
لما بويع أبو العباس السفاح بالخلافة في سنة اثنين وثلاثين ومائة بعث على
الحجاز واليمن عمه داود بن علي بن عبد الله بن العباس ، فاستخلف داود على اليمن
عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد بن الخطاب العدوي القرشي ، فمكث
خمسة أشهر ومات ، فاستعمل أبو العباس على اليمن محمد بن زيد بن عبد الله بن
زيد بن عبد المدان الحارثي ، فقدمها لسبع مضين من شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين
ومائة ، وبعث أخا له على عدن ، وقصد إحراق المجذومين بالنيران بصنعاء ، وجمع
لهم الحطب ، فمرض أياما يسيرة ومات قبل إحراقهم ، ومات أخوه بعدن ، وكانت
ولاية محمد بن زيد خمسة أشهر فبعث السفاح عبد الله بن مالك الحارثي ، فمكث
أربعة أشهر ثم عزله واستعمل علي بن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان ، فولي أربع
سنين وأشهرا .
فلما استخلف أبو جعفر المنصور استعمل على اليمن عبد الله بن الربيع بن
عبد الله بن عبد المدان الحارثي ، فأقام مدة وسار نحو المنصور ، واستخلف ابنه ،
فأقام باليمن حتى قدم عليه معن بن زائدة الشيباني في شهر ربيع الأول سنة أربعين
ومائة ، وقيل سنة اثنتين وأربعين ، وبعث معن ابن عم له يقال له سليمان إلى المعافر ،
فقتلوه ، فغزاهم ، فقتل منهم وأكثر ، ثم انتقضت حضرموت على معن فسار إليهم ،
وأوقع بهم عدة وقعات قيل بلغت قتلاهم خمسة عشر ألفا ، فأعظم الناس ذلك ، ثم
رجع إلى صنعاء وكتب إلى المنصور بذلك فاستصوب فعله ؛ لأنهم بقية الخوارج
الذين قتلوا أهل قديد ومن أهل المدينة .
ثم سار معن إلى المنصور ، واستخلف ابنه زائدة ، فلما قدم العراق استعمله
المنصور على سجستان ، فكانت ولايته اليمن - بمقام ابنه - تسع سنين .
وبعث المنصور على اليمن الضراب بن سالم العبسي ، فمكث ثلاث سنين ، ثم
عزله بيزيد بن منصور الحميري ابن خال المهدي ، وذلك في سنة أربع وخمسين
ومائة ، فأقام بقية خلافة أبي جعفر ، وأقره المهدي بعده ، فلما كان الموسم كتب إليه
بموافاته ففعل ، واستخلف عبد الخالق بن محمد الشهابي فولي شهرين ونصفا ، وقدم
عليه رجاء بن روح الجذامي في ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة فأقام رجاء ثلاثة
عشر شهرا .

الصفحة 64