كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
ثم بعث المهدي على اليمن علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ،
فقدمها في المحرم سنة إحدى وستين ومائة ، فأقام إلى سنة اثنتين وستين ، وسار نحو
العراق واستخلف رجلا يقال له واسع بن عقيمة ، فأقام أحد عشر شهرا ، ثم بعث إلى
اليمن عبد الله بن سليمان أخا علي ، فقدم لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث
وستين ومائة ، فأقام سبعة عشر شهرا ، وبعث المهدي منصور بن زيد بن منصور
الحميري ، فقدم في سنة خمس وستين ومائة ، فمكث سنة ، ثم عزله بعبد الله بن
سليمان النوفلي فمكث سنة ، ثم عزله بسليمان بن يزيد بن عبد المدان فأقام بقية
خلافة المهدي .
فلما ولي الهادي - في المحرم سنة تسع وستين ومائة - استعمل عبد الله بن
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عباس ، ثم عزله بإبراهيم بن سليمان بن
قتيبة بن مسلم الباهلي ، فمكث أربعة أشهر ، وتوفي الهادي .
فلما ولي الرشيد في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة استعمل خاله
الغطريف بن عطاء فقدم اليمن والفتنة ثائرة بين الجند وأهل صنعاء ، فأصلح أمرهم ،
وأقام على اليمن ثلاث سنين وتسعة أشهر ، ثم سار نحو الرشيد واستخلف عباد بن
محمد الشهابي ، فبعث الرشيد على اليمن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان فقدم آخر
سنة أربع وسبعين ، فمكث سنة ثم عزله الرشيد بعاصم بن عتبة الغساني ، فمكث سنة ،
ثم عزل بأيوب بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله ، فمكث سنة ، ثم عزل
بالربيع بن عبد الله الحارثي ، والعباس بن سعيد مولى بني هاشم : الربيع على الصلاة
والحرب ، والعباس على الجباية ، فأقام سنتين ، وعزلا بمحمد بن إبراهيم القاسمي ،
وقد جمع له الحجاز واليمن ، فأقام بالحجاز وبعث ابنه العباس فشكاه الناس ، فعزله ،
وولي الرشيد اليمن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن الزبير ، وكان رزق عامل صنعاء
في الشهر ألف دينار ، فجعل له الرشيد ألفي دينار ، فقال له يحيى بن خالد : هذا يفسد
عليك من توليه من أهل بيتك ، فرد رزقه إلى ألف دينار ووصله بصلة جليلة ، فأقام
سنة ثم عزله ، واستعمل أحمد بن إسماعيل بن علي الهاشمي في سنة إحدى وثمانين
ومائة ، ثم عزله واستعمل إبراهيم بن عبد الله بن طلحة بن أبي طلحة ، من بني
عبد الدار ، فأقام سنة ووثب به الجند ، فعزله الرشيد ، واستعمل محمد بن خالد بن
برمك ، فدخل صنعاء في شوال سنة ثلاث وثمانين ، فأقام سنة ثم عزله الرشيد ،
واستعمل مولاه حمادا البربري ، فقدم في شوال سنة أربع وثمانين ، فلم يزل على
اليمن بقية خلافة الرشيد إلى سنة ثلاث وتسعين ، وعمر اليمن في أيامه ، وأمنت
السبل ، وظفر بالهيصم بن عبد الحميد لما خالف عليه .

الصفحة 65