كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 70 """"""
ثم ولى المعتصم صنعاء ومخاليفها عبد الرحيم بن جعفر بن سليمان بن علي
الهاشمي ، فقدم صنعاء آخر المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين ، فأقام مدة ، وحبس
عباد بن الغمر الشهابي ، وابنه عند يعفر بن عبد الرحيم الحوالي .
ثم عزل عبد الرحيم بجعفر بن دينار ، مولى المعتصم ، فقدم خليفة له يقال له
منصور بن عبد الرحمن التنوخي في صفر سنة خمس وعشرين ، فضبط البلد ووجه
عماله ، ثم قدم عليه عبد الله بن محمد بن علي بن ماهان ، وقد أشرك مع جعفر في
الولاية ، فأقام مع منصور وقتا ، ثم عزل جعفر بإيتاخ التركي مولى المعتصم ، فأقر
منصورا وعبد الله على عمليهما .
ومات المعتصم سنة سبع وعشرين ومائتين وولى الواثق ، فأقر إيتاخ على اليمن
فوجه أبا العلا أحمد بن العلاء العامري ، فلما وصل صعدة أرسل يعفر الحوالي غلامه
طريف بن ثابت في عسكر نحو صنعاء ، فخرج إليه من بها من الجند مع منصور بن
عبد الرحمن الذي كان خليفة لجعفر بن دينار ، فقاتلوه فهزموه ، وقتلوا من موالي يعفر
نحو ألف رجل ، وأسروا أسرى ثم ضرب منصور أعناقهم ، وقدم أبو العلاء صنعاء
بعد الوقعة بأيام ، فأقام حتى توفي ، واستخلف أخاه عمرو بن العلاء ، فأقام واليا حتى
ولى إيتاخ هرثمة بن البشير مولى المعتصم ، فورد كتاب هرثمة على منصور بن
عبد الرحمن يستخلفه ، وقدم هرثمة آخر المحرم سنة ثلاثين ومائتين فأقام أياما ،
وخرج لمحاربة يعفر بن عبد الرحمن وهو بشبام ، فنزل بالجيش أسفل وادي ضلع ،
وأقام هنالك محاربا ليعفر وقتا ، ثم عاد .
وعزل الواثق إيتاخ عن اليمن ، وولاه جعفر بن دينار مولاهم ، فقدم وحاصر
يعفر مدة ، وعاد إلى صنعاء فأقام بها سنة ، وسار نحو العراق ، واستخلف ابنه محمدا ،
فأتته ولايته من المتوكل ، فلم يزل على ولايته حتى قتل المتوكل وأقره المنتصر
والمستعين ومن بعدهما إلى أن انتهت الخلافة إلى المعتمد على الله ، وفوض الأمور
لأخيه أبي أحمد الموفق ، فوردت كتب الموفق في سنة ثمان وخمسين ومائتين على
محمد بن يعفر بولاية اليمن ، فوجه عماله على المخاليف ، وفتح حضرموت وكانت
قد امتنعت على من قبله .
ثم إنه استخلف في سنة اثنتين وستين ومائتين على عمله ابنه إبراهيم بن محمد ،
وحج وجدد له عهدا من الموفق ، واستمر إبراهيم على ولايته إلى سنة سبعين
ومائتين ، وأمره جده يعفر بقتل ولديه محمد وأحمد ابني يعفر ، فقتلا بعد المغرب في
صومعة مسجد شبام ، فانتشرت الأمور عليه ، وخالف عليه الفضل بن يونس المرادي
بالجوف ، وولد طريف غلامه بيحصب ورعين والمكرمان ببيجان ، ومالوا إلى جعفر بن
إبراهيم المناخي فوجه ابن يعفر إلى المخالفين عليه من حاربهم فكانت سجالا ، وولى