كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 71 """"""
إبراهيم محمد الدعام الجوفين ، ثم تغير عليه الدعام ونصب له الحرب ، فسارت إليه
عساكر إبراهيم فالتقوا بورور ، فهزمهم الدعام وقتل منهم بشرا كثيرا ، وقدم عهد بن
يعفر على صنعاء ومخاليفها من الوزير صاعد بن مخلد وزير المعتمد ، فاعتزل
إبراهيم بن محمد عن الإمارة ، وولى أبو يعفر ابنه عبد الرحيم ، فأقام بصنعاء مدة ، ثم
عزله أبوه حين قدم صنعاء سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، واستعمل على صنعاء ولاة
كثيرة ، وكان أكثر مقامه بشبام ، ثم اجتمع أهل صنعاء - من الأبناء وغيرهم -
والشهابيون على عماله بصنعاء ، فقاتلوهم فقتل منهم خلق كثير ، ثم طردوهم ، ونهبوا
دار أبي يعفر ، وأحرقوها ، ولم يلبث أبو يعفر بعد ذلك أن قتل بشبام آخر المحرم سنة
تسع وسبعين ومائتين ، فقام بالأمر بعده عبد القاهر بن أحمد بن أبي يعفر أياما حتى
قدم من العراق علي بن الحسين المعروف بجفتم في صفر من السنة عاملا على صنعاء
وأعمالها ، فقاتله الدعام بمدينة صنعاء فهزمهم جفتم ، وأقام بها إلى سنة اثنين وثمانين
ومايتين ، ورجع إلى العراق فسار الدعام نحو صنعاء ، فدخلها ثم هرب منها ، ورجع
الأمر إلى بني يعفر ومواليهم .
ثم إن أبا العتاهية بن الروية المذحجي استدعى الهادي إلى الحق يحيى بن
الحسين بن القاسم من صعدة إلى صنعاء ، فدخلها في آخر المحرم سنة ثمان وثمانين
ومائتين ، فدعا الهادي إلى نفسه ، فبايعه الناس ، وضرب اسمه على الدينار والدرهم ،
وكتب في الطرز ، ووجه عماله إلى المخاليف ، فقبضوا الأعشار ، وخرج إلى يحصب
ورعين ونواحيها ، واستخلف على صنعاء أخاه عبد الله بن الحسين ، فأقام أياما ، وعاد
إلى صنعاء ، ثم خرج منها إلى شبام واستخلف ابن عمته علي بن سليمان على
صنعاء ، وكان بنو يعفر وآل طريف بعضهم في سجن صنعاء ، وبعضهم في سجن
شبام ، فاجتمعت همدان وسواها ، وقصدوا الهادي إلى شبام ، فقابلوه بها ، ووثب من
بصنعاء على نائبه فأخرجوه ، وكسروا السجن ، وأخرجوا من به من آل يعفر وآل
طريف ، فاستولى عبد القاهر بن أبي الخير بن يعفر على صنعاء وخرج الهادي من
شبام فأقام بريدة وبيت زود شهرا ثم عاد إلى صنعاء في جيش كبير وجعل صاحب
جيشه أبا العتاهية فلقيته جيوش آل يعفر بالرحبة ، فهزمهم ، ودخل صنعاء ، وانحاز آل
يعفر إلى شبام ، ومتولي الأمر فيهم أسعد بن أبي يعفر ، وابن عمه عثمان بن أبي
الخير ، فأقامت الحرب بينهم سجالا مدة ، ثم رجع الهادي إلى صعدة في جمادى
الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين ، فعادت صنعاء إلى آل أبي يعفر ، ودخلها مولاهم
إبراهيم بن خلف ، وصالح أبا العشيرة ابن الروية على أن مخاليف مذحج في جميع
اليمن إليه .