كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 73 """"""
فمن أين حللت للأبعدين
وصرت محرمة للأب ؟
أليس الغراس لمن أسه
وسقاه في الزمن المجدب
وما الخمر إلا كماء السماء
حلال فقدست من مذهب
وجعل دار ملكه المذيخرة . ولما ادعى ابن الفضل النبوة ، وأسقط اسم عبيد الله
المهدي ، وغضب المنصور بن الحسن بن زادان - وهو صاحب مسور - لذلك ،
وخالف على ابن الفضل ، خرج ابن الفضل لحربه ، وذلك في سنة تسع وتسعين
ومائتين ، فذكره المنصور حقوق عبيد الله المهدي وابنه ، وأنهما نعمة من نعمهما ، فلم
يلتفت إليه ابن الفضل وحصره ببيت دحان أشهرا ، ثم انصرف عنه ابن الفضل .
ومات المنصور في سنة اثنتين وثلاثمائة ، ثم مات ابن الفضل بالمذيخرة في سنة
ثلاث وثلاثمائة ، وذلك أنه احتاج إلى الفصاد ، فأحضر طبيبا وجرده من ثيابه ، وغسل
المفصد ، وهو ينظر إليه ، وكان الطبيب قد جعل السم في شعر رأسه ، فلما غسل
المفصد مسحه على شعره كالمجفف له ، فعلق به السم ، فلما فصده أهلكه الله تعالى ،
فاجتمعت رؤساء اليمن مع الحوالي ، وقصدوا المذيخرة ، فحصرها سنة ورماها
بالمجانيق ، حتى تسلمها ، وسبى منها بنات علي بن الفضل ، ففرقهن في رؤساء
العرب ، واضمحل أمر القرامطة الدعاة للعبيديين باليمن إلى أن قام بأمرهم علي بن
محمد الصليحي في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ، على ما نذكر ذلك ، إن شاء
الله تعالى ، فلنذكر أخبار الزيدية .
ذكر نبذة من أخبار الزيدية وغيرهم
قال : وقام الناصر أحمد بن الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بعد موت أبيه ،
واعتزال أخيه المرتضى ، فاستولى على أكثر اليمن الأعلى ، ودخل عدن في ثمانين
ألفا ، ومات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وكان أسعد بن أبي يعفر قد صالح ابن
الفضل ، فولاه صنعاء ، فلم يزل عليها وعلى مخاليفها إلى سنة اثنتين وثلاثين

الصفحة 73