كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 74 """"""
وثلاثمائة ، ومات بحصن كحلان ، ودامت صنعاء بيد بني يعفر ومواليهم مع كثرة
اختلافهم وقيام من قام عليهم بسبب ذلك إلى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، ووصل
المختار بن الناصر بن الهادي إلى ريدة ، فخرج من بصنعاء من بني الضحاك إليه ،
فولاها المختار أبا القاسم بن يحيى بن خلف ، ولم يلبث الضحاك أن غدر بالمختار ،
فحبسه في قصر ريدة في صفر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ، فاستمر في الحبس إلى
شوال من السنة ، وقتله ، وكان علي بن وردان - من موالي آل يعفر - قد غلب على
صنعاء ، وثار الأسمر يوسف ابن أبي الفتوح - وقام معه قومه خولان - يعارض بني
يعفر وبني الضحاك ، فقصدوه وهو بجدان ، فهزمهم ، وقتل من همدان خلقا كثيرا ، ثم
مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة واستخلف أخاه سابورا ، فسار إليه الضحاك
وابن أبي الفتوح إلى بلد خولان فلم يظفرا منه بشيء ، فعاد الضحاك إلى صنعاء ،
وسار سابور يريد ذمار ، فلحقه الأسمر فقتله في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ،
وكاتب الضحاك أبا الجيش ابن زياد صاحب زبيد بالطاعة ، وخطب له بصنعاء في
شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة .
ولما تعطلت المخاليف من يحصب ورعين ، وظهر أمر السفهاء اجتمع الوجوه
إلى الأسمر بن أبي الفتوح ، وسألوه أن يكاتب الأمير عبد الله بن قحطان بن أبي
يعفر - وهو يومئذ بشبام - أن يقوم بالأمر ، فخرج الأمير إلى السر فأقام به مع ابن
أبي الفتوح أياما ، ثم سار نحو كحلان ، فأقام به مدة ، ورجع إلى صنعاء ، فدخلها
في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، فانهزم الضحاك منها ، ولم يلبث ابن قحطان أن
خرج من صنعاء واستعادها الضحاك ، وأعاد الخطبة لابن زياد ، فلم يستقر له أمر ،
وعاد أمر البلاد لابن قحطان ، فأقام يتردد من شبام إلى كحلان إلى سنة تسع
وسبعين وثلاثمائة ، وتجهز للنزول بزبيد ، فلقيه صاحبها ابن زياد ، واقتتلوا ، وكانت
الدائرة على ابن زياد ، وقتل من عسكره خلق كثير ، ودخل ابن قحطان زبيد في شهر
ربيع من السنة ، فنهب دور ابن زياد ، ونهب عسكر زبيد أقبح نهب ، وأقام بها ستة
أيام ، وعاد نحو كحلان ، وخطب للعزيز صاحب مصر ، وقطع ذكر بني العباس ، ثم
قصد ابن قحطان مخلاف جعفر ، فملكه في سنة ثمانين وثلاثمائة ، وأقام بإب ،
فاضطرب عليه أهل المخلاف ، فأمر بعمارة المنظر ، وتحول إليه من إب وجعل أمر
ألهان إلى أسعد بن أبي الفتوح .
ثم مات في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، فقام بما كان إليه بعده ولده أسعد بن
عبد الله ، وكان ظهور الإمام يوسف بن يحيى بن الناصر بن الهادي في سنة ثمان

الصفحة 74