كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 77 """"""
القائد مرجان قيام المؤمن بن أسعد معه ، فغضب على المنصور بن أسعد ، وأعاد كتبه
مختومة ، فغضب المنصور ، وانضم إلى هذا الإمام ، ودخل صنعاء في شهر رمضان
سنة ثمان عشرة وأربعمائة وخطب له بها ابن التقوى قاضي صنعاء بالإمامة ، ثم خرج
منها ، وخالف عليه من كان انضم إليه ، فقتلوه في آخر ذي الحجة سنة إحدى
وعشرين وأربعمائة ، واشتد القحط باليمن من هذه السنة إلى سنة اثنتين وعشرين ،
وصنعاء خالية من السلطنة .
وفي شهر رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة ظهر الإمام أبو هاشم الحسن بن
عبد الرحمن إماما ، وتسمى بالنفس الزكية ، ومعه ولده حمزة بن أبي هاشم وإليه
ينسب الأشراف الحمزيون ، فقصد صنعاء ، فهرب منه ابن أبي حاشد ، ووصل
المنصور بن أبي الفتوح ، فبايعه ورجع إلى بلده ، واستمر هذا الإمام إلى سنة تسع
وعشرين ، فخالفت عليه همدان ، فدخل ابن أبي حاشد صنعاء ، ثم خرج منها فتعطلت
من السلطنة إلى سنة إحدى وثلاثين ، فاستدعت همدان جعفر بن القاسم ، فدخل
صنعاء في ربيع من السنة ، ثم كان بينهم اختلاف يطول شرحه ، وخلت صنعاء أيضا
من السلطنة إلى شوال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة .
ووصل الإمام أبو الفتح الناصر بن الحسين الديلمي مدعيا للإمامة ، وانضمت
إليه همدان وجميع العساكر ، ونهب صعدة ، وخرب دورا ، وقتل من خولان مقتلة
عظيمة ، ودخل صنعاء في ذي القعدة من السنة ، وأقام إلى صفر سنة ثمان وثلاثين
وأربعمائة ، ودخل ابن أبي الفتوح ، فبنى له في حصن علب قصرا بالجص والآجر ،
وكاتب له المنصور عبسا ، فأقبل من رؤسائهم مائة فارس ، فدخلوا في طاعة الإمام ،
وبايعوه ، والتحق به أيضا الأمير جعفر بن القاسم ، فجعله أمير الأمراء بينهما ، ولم
يتم .
وتمالأ جعفر وابن أبي حاشد على حرب الإمام ، وخرجا من صنعاء فأمر الإمام
بخراب دور بني الحارث ، وبني مروان ، فغضب ابن أبي الفتوح وابن أبي حاشد
لذلك ، ودخلا صنعاء ، ورفعا أيدي ولاة الإمام ، وقطعا اسمه من الخطبة ، فخرج
هاربا ، ثم رجع إلى بلد عنس ، ووصل إليه جعفر ، وأقاموا بصنعاء ، ثم مات السلطان
يحيى بن أبي حاشد في أول سنة أربعين وأربعمائة ، فأغلقت أبواب صنعاء ولم يبايع
الناس ثلاثة أيام ، وأقام الناس ابنه أبا حاشد ، وحلفت له همدان .