كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 8 """"""
وطبلخاناه ، وجماله وبغاله ، واهتموا بحفرها اهتماما عظيما ، ورتب السلطان الأمير
ركن الدين بيبرس الحاجب مشدا على حفرها ، فنزل بها ولازمها ، إلى أن كمل
حفرها ، ونجزت في أقرب مدة .
وفي أثناء حفر هذه البركة وقعت حادثة الكنايس ، وكان بسبب ذلك من
الحوادث ما نذكره إن شاء الله .
ذكر حادثة الكنايس
وفي يوم الجمعة - بعد الصلاة - التاسع من شهر ربيع الآخر من سنة إحدى
وعشرين وسبعمائة اجتمع جماعة من الغلمان والعوام والفعلة ، الذين كانوا يحفرون
البركة المستجدة الناصرية ، وتقدموا إلى كنيسة كانت مجاورة للبركة المذكورة ، وارتقوا
عليها ، وحركت طبلخاناه الأمراء حربيا ، فكان ذلك على صفة الزحف ، فهدمها
أولئك ، ولم يتمكن الأمير ركن الدين بيبرس المندوب لحفر البركة ، ولا الأمير
شهاب الدين أحمد بن المهمندار أمير النقباء من ردهم ، ولا قدروا على منعهم
لكثرتهم ، ونهبوا ما كان في الكنيسة بعد تشعيثها بالهدم ، وكسرت أبوابها وما كان بها
من الأواني ، وأريق ما بها من الخمور .

الصفحة 8