كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 95 """"""
جعفر ، ومخلاف تعز ، وصنعاء وأعمالها ، ونائبه فيها وفي حرب الإمام المنصور
علم الدين ورد سار ، ونزل الأتابك إلى تهامة ، فقتل الأكراد قتلا ذريعا بقرية الزربية ،
وهزمهم إلى زبيد ، ودخلها الأتابك ، وأمر بغلق مدرسة المعز ، وأخرج الفقهاء
الشافعية منها ، وأخرج وقفها ، وبنى مدرسة كبيرة بزبيد تعرف الآن بمدرسة ابن دحمان
وبنى بالدملوة قناطر ومباني ، واستقامت أحوال الأتابك إلى سنة ثمان وستمائة ، فمات
بحصن تعز ، والأتابك هو والد بنت جورا .
واستقل الملك الناصر أيوب بالأمر ، ووزر له غازي بن جبريل ، وطلع إلى
صنعاء في جيوش عظيمة ، فلما استقر بها سمه أستاذ داره غازي بن جبريل في المحرم
سنة إحدى عشرة وستمائة ، واستقل بالملك ، وخطب له ، وضربت السكة باسمه ، فلما
صار بالسحول وثب عليه مماليك الملك الناصر فقتلوه ، ورجع الإمام المنصور إلى
صنعاء بعد أن كان المالك الناصر أخرجه منها .
ثم وصل سليمان بن موسى الحمزي إلى ذمار بعسكر جرار ، فمر على طريق
بني حبيش ، فغزا لحجا ، فأخذها ، وأقام بالرعارع أياما ، وعاد فافتقر أهل اليمن إلى
سلطان فوجدوا :
سليمان بن شاهنشاه بن تقي الدين عمر بن
شاهنشاه بن أيوب
وكان قد تجرد وخرج في زي الصوفية ، فوصل إلى اليمن ، وأهله على هذه
الحال ، فملكوه عليهم ، وأطلعوه حصن تعز ، وذلك في أواخر سنة إحدى عشرة
وستمائة ، وتزوج بأم الملك الناصر ، وكانت أموره ضعيفة .
ذكر ملك الملك المسعود صلاح الدين أتسر
هو أقسيس بن السلطان الملك الكامل بن السلطان الملك العادل أبو بكر بن
أيوب .

الصفحة 95