كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 97 """"""
نور الدين عمر بن علي بن رسول ، وهو أتابك عسكره ، ووصل إلى الديار المصرية
في سنة إحدى وعشرين وستمائة كما ذكرنا ، ولما فارق اليمن أقام مرغم الصوفي فتنة
في الحقل وبلاد زبيد ، فسار إليه عسكر من جهة الأمير نور الدين النائب ، عليه
راشد بن مظفر بن الهرش ، فهزمهم مرغم ، وقتل راشد ، وذلك في سنة اثنتين
وعشرين ، وكانت وقعة عصر بين الأمير بدر الدين حسن بن علي بن رسول ، وهو
مقطع صنعاء وأعمالها ، وبين عز الدين بن الإمام بعد العصر في يوم الأربعاء السادس
والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وعشرين .
ثم عاد الملك المسعود من الديار المصرية في سنة أربع وعشرين وستمائة ،
وقبض على بدر الدين حسن بن علي بن رسول وإخوته في سنة ست وعشرين ،
وسيرهم مقيدين إلى مصر ، ثم توجه إلى الديار المصرية في سنة ست وعشرين ،
واستناب نور الدين عمر بن علي بن رسول ، فمات الملك بمكة شرفها الله تعالى في
ثالث عشر جمادى الأولى من السنة ، كما ذكرنا في أخبار والده الملك الكامل . ثم
كانت الدولة الرسولية .
ذكر أخبار الدولة الرسولية ببلاد اليمن
أول من ملك منهم الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول بن
هارون بن أبي الفتح بن نوحي من ولد جبلة بن الأيهم كما زعموا ، وذلك أنه كان
ينوب عن الملك المسعود ، كما ذكرنا ، فلما مات بمكة استولى على زبيد والأعمال
التهامية في سنة ست وعشرين وستمائة ، وتلقب بالملك المنصور ، وتزوج زوجة
الملك المسعود ، وهي بنت جوزا ، وأقام بزبيد حتى قرر قواعدها ، وسار منها إلى
حصن تعز وتسلم التعكر في سنة سبع وعشرين ، ثم استولى في السنة على الأعمال
الصنعانية . فأقطعها ابن أخيه الأمير أسد الدين محمد بن بدر الدين ، وتسلم حصني
بيت عز وحب في سنة ثمان وعشرين وستمائة .
وفيها طلع إلى صنعاء ، وحصل الصلح بينه وبين الأمير شمس الدين بن الإمام ،
وعمه عماد الدين يحيى بن حمزة ، وعقدوا صلحا عاما بينهم ، وطلع المنصور صنعاء
مرة أخرى في سنة تسع وعشرين ، وتسلم حصني بكر وكوكبان ، وحصن براش ،
واستولى على بلد علوان بن عبد الله بن سعيد الجحدري وحصونه في سنة ثلاثين ،
وتسلم حصون حجة والمخلافة ، ومخلافيهما في سنة أربع وثلاثين ، وهي من حصون
الإمام ، ثم أعادهما عليه ، وتم الصلح بينهما ، ثم طلع المنصور مرة ثالثة إلى صنعاء