كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)
"""""" صفحة رقم 98 """"""
في سنة سبع وثلاثين ، وتسلم حصن الكميم ، وأتاه وهو بصنعاء خبر مقتل
نجم الدين بن أبي زكرى بحضرموت ، وتسلم جبل حفاش ، وهو من معاقل اليمن
المشهورة في سنة إحدى وأربعين ، واستولى على جبال العوادر وحصونهم في سنة
خمس وأربعين ، وكانت بينه وبين الإمام أحمد بن الحسين القاسمي الحسني في سنة
ست وأربعين حروب وعاد إلى صنعاء في شهر رمضان سنة ست وأربعين ، ورجع منها
في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعين ، فلما استقر بمستقر ملكه ، ونزل قصر الجند ،
وثبت عليه جماعة من مماليكه فقتلوه وذلك في سنة سبع وأربعين وستمائة باتفاق من
أسد الدين محمد ، وفخر الدين أبي بكر ولدي أخيه بدر الدين حسن ، وكان سبب
ذلك أن أسد الدين استشعر من عمه أنه يقصد أخذ صنعاء منه ، ويقطعها لابنه الملك
المظفر يوسف ، فكره ذلك ، وباطن مماليك عمه ووعدهم ، وحسن لهم قتله ، فقتلوه ،
وكان ملكا حازما كريما سريع النهضة حسن السياسة .
ومن جملة سياسته ودهائه أنه لما ملك اليمن ، جهز الملك الكامل إليه أسد الدين
جفريل وصحبته ألفي فارس ، فلما اتصل به ذلك كتب أجوبة عن كتب الأمراء الذين
كانوا مع الأسد جفريل ، وتحيل في وصولها إلى الأسد جفريل ، فلما ظفر بها وقرأها
ظن أنها حقيقة ، وأن العسكر قد فسدت نياتهم ، فرجع بالعسكر قبل وصوله إلى مكة ،
والتحق بالمنصور من العسكر الكاملي من أمراء الطبلخاناه ابن برطاس وفيروز .
وملك بعد المنصور ولده الملك :
المظفر أبو المنصور شمس الدين يوسف
وهو الثاني من ملوكهم ، وذلك أنه لما قتل والده كان الملك المظفر بإقطاعه
بالمهجم ، وكانت المماليك المنصورية لما قتلوا الملك المنصور بالجند أقاموا الأمير
فخر الدين أبا بكر بن بدر الدين حسن بن علي ، ولقبوه بالملك المعظم ، وساروا به
نحو تهامة ، وكانت الشمسية ابنة الملك المنصور بزبيد وزمام دارها الطواشي تاج الدين
بدر الصغير في السجن ، فحين بلغها قتل والدها أخرجت الخادم ، واستولت على
المدينة ، وحفظتها ، فجاء فخر الدين والمماليك ، فوجد المدينة قد حفظت ، فنزل على
باب المجرى .
أما الملك المظفر فإنه لما بلغه قتل والده سار من المهجم بمن معه ، وكان كلما
مر بقوم من العرب استصحبهم معه ، فارسهم وراجلهم ، حتى نزل بالأقواز ، فراسل
مماليك والده ووعدهم ، وكان من جملة رسالته لهم : " لا تجمعوا علينا بين قتل أبينا