كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 33)

"""""" صفحة رقم 99 """"""
وخروج الملك منا " فأجابوه ، ودخلوا على فخر المعظم وهو في خيمته ، فكتفوه بطنب
من أطناب الخيمة ، وساروا بأجمعهم إلى ابن مولاهم الملك المظفر يوسف ، فقبض
على فخر الدين ، ودخل زبيد في موكب عظيم ، واستولى عليها وعلى الأعمال
التهامية ، ثم سار في سنة ثمان وأربعين إلى عدن فاستولى عليها وعلى لحج وأبين في
صفر من السنة ، وطلع الجبال ، فاستولى على بلد المعافر وحصونها في الشهر أيضا ،
وحط على تعز ، وبه الخدام والأمير علم الدين سنجر الشعبي في ربيع الأول ، وتسلمه
في جمادى الأولى ، وتسلم حصن حب ، وطلع صنعاء في ذي الحجة آخر السنة .
وكان الأمير شمس الدين بن الإمام اتفق هو والإمام أحمد بن الحسين وقصدا
أسد الدين بصنعاء فأخرجاه منها إلى حصن براش ، وقابلته عساكر الأشراف بالمدرج ،
فكانت هناك وقائع مشهورة ، فلما قرب السلطان من صنعاء ، خرج منها الإمام إلى
سناع ، وترك الحسن بن وهاس الحمزي رتبه في صفوة فقصده الأمير أسد الدين
بعساكر المظفر فأسره وطائفة من أصحابه ، وعاد الملك المظفر إلى اليمن فاستولى
على حصن التعكر سنة تسع وأربعين وستمائة ووصل الأمير بدر الدين حسن بن
علي بن رسول من الديار المصرية في سلخ المحرم سنة تسع ، فلقيه إلى حيس ،
وقبض عليه ، وحمله إلى حصن تعز ، فأودعه دار الأدب ، وبها ولده فخر الدين .
ثم اتفق الأمير أسد الدين هو والإمام أحمد بن الحسين في سنة خمسين ،
ودخل أسد الدين في طاعته ، وباع عليه حصن براش صنعاء بمائتي ألف درهم ،
وسيره بعساكره وعساكر من قبله عليهم الشريف هبة الله بن الفضل العلوي إلى ذمار ،
واستولى الطواشي المظفري على حصن الدملوة وهو بيد بنت جوزا ، وكانت فيه هي
وولداها الفائز والمفضل ، وخدامها ، ومعها أربعمائة فارس ، وكان الملك المظفر قد
هادنها ، ورهن ولده الأشرف عندها ، ومعه مولاه الخادم ياقوت ، وكان خادما حازما ،
فغافل أهل الحصن ، ثم أمر من قال لها : " إن البقرة الفلانية ولدت عجلا برأسين
بالجوة " ، فنزلت لتنظر إلى ذلك ، فتسلم الحصن في تاسع عشر ذي القعدة سنة
خمسين ، وأوقد النار بأعلاه ، وكانت هذه إشارة بينه وبين مولاه الملك المظفر ،
فركب المظفر من فوره وطلع إلى الحصن ، وسير الطواشي تاج الدين بدر إلى ذمار ،
ففر عنها أسد الدين وهبة بن الفضل ، ثم عاد أسد الدين إلى طاعة السلطان ، فأكرمه
السلطان ، وأمده بالعساكر ، فعاد إلى صنعاء ، فخرج منها الإمام ، وطلع الملك المظفر
إلى صنعاء ، ثم عاد في شهر رجب سنة إحدى وخمسين وستمائة ، واختلف الأمير
شمس الدين الإمام وأصحابه ، فاستنصروا بالمظفر ، وأمر أسد الدين بمساعدتهم ،

الصفحة 99