كتاب الأضداد لابن الأنباري
يصرُخ بالاستغاثة؛ فأَصلهما من باب واحد. وكذلك السُّدْفَة: الظلمة، والسّدفة: الضَّوْءُ، سُمِّيا بذلك لأَنَّ أَصلَ السُّدْفة السِّتْر، فكأنَّ النهار إِذا أَقبل ستر ضوءه ظُلْمَة اللَّيل، وكأَنَّ الليلَ إِذا أَقبل سترت ظلمتُه ضوءَ النهار. والجَلَل: اليَسير، والجَلَل: العظيم، لأنَّ اليسيرَ قد يَكُونُ عظيماً عندما هو أَيْسر منه، والعظيم قد يَكُونُ صغيراً عند ما هو أَعظم منه.
والبعضُ يَكُونُ بمعنى البعض والكُلّ، لأنَّ الشَّيْء كُلَّه قد يَكُونُ بعضاً لغيره. والظَّنُّ يَكُونُ بمَعْنَى الشكّ والعلم، لأنَّ المشكوك فيه قد يُعْلَم. كما قيل راجٍ للطّمِع في الشَّيْء، وراجٍ للخائف، لأَنَّ الرجاءَ يقتضي الخوفَ إذْ لم يكن صاحبُه منه على يقين، قال الله عزّ وجلّ: وتَرْجونَ مِنَ الله ما لا يَرْجونَ، فقال الكلبيّ، عن أَبي صالح، عن ابن عباس: معناه: وتخافون من الله ما لا يخافون. وقالَ الفَرَّاءُ: العرب لا تذهب بالرّجاء مذهبَ
الصفحة 9
517