كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

2963 - حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد كنت استأنيت بهم ) . وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال ( أما بعد فإن أخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد لهم سبيهم من أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ) . فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم ) . فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا . فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن
[ ر 2184 ]
[ ش ( يطيب ) أن يطيب نفسه بدفع الشيء مجانا بغير عوض ]
2964 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة قال وحدثني القاسم بن عاصم الكليبي وأنا لحديث القاسم أحفظ عن زهدم قال
: كنا عند أبي موسى فأتي - وذكر دجاجة - وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه للطعام فقال إني رأيته يأكل شيئا فقذرته فحلفت لا آكل فقال هلم فلأحدثكم عن ذاك إني أتيت النبي صلى الله عليه و سلم في نفر من الأشعريين نستحمله فقال ( والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم ) . وأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بنهب إبل فسأل عنا فقال ( أين النفر الأشعريون ) . فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا ؟ لا يبارك لنا فرجعنا إليه فقلنا إنا سألناك أن تحملنا فحلفت أن لا تحملنا أفنسيت ؟ قال ( لست أنا حملتكم ولكن الله حملكم وإني والله - إن شاء الله - لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها )
[ 4124 ، 4153 ، 5198 ، 5199 ، 6249 ، 6273 ، 6300 ، 6302 ، 6340 ، 6342 ، 7116 ]
[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها رقم 1649 . ( فأتي وذكر . . ) أي فأتي أبو موسى رضي الله عنه بطعام فيه لحم دجاج والظاهر أن الراوي نسي كامل اللفظ وتذكر دجاجة فذكرها ودجاجة واحدة الدجاج هو نوع من الطيور الأليفة معروف ويقع على الذكر والأنثى . ( تيم الله ) بطن من بني بكر ومعنى تيم الله عبد الله . ( أحمر ) مقابل أسود . ( كأنه من الموالي ) أي كأنه من سبي الروم لاختلاف لونه عن لون عامة العرب . ( نستحمله ) نطلب منه أن يعطينا ما نركب عليه ونحمل متاعنا . ( بنهب الإبل ) بغنيمة فيها إبل . ( ذود ) ما بين ثلاث إلى عشر من الإبل . ( غر الذرى ) الغر جمع أغر وهو الأبيض والذرى جمع ذروة وهي من كل شيء أعلاه والمراد أنها ذوات أسنمة بيض من سمنهن وكثرة شحومهن . ( ما صنعنا ) استنكار منهم لما فعلوه من مجيئهم وطلبهم وحملهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على الحلف وخافوا أن يؤاخذوا على ذلك . ( تحللتها ) من التحلل وهو التخلص من عهدة اليمين بالكفارة ونحوها كالاستثناء عند الحلف ]

الصفحة 1140