كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3009 - قال أبو موسى حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: كيف أنتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما ؟ فقيل له وكيف ترى ذلك كائنا يا أبا هريرة ؟ قال إي والذي نفس أبي هريرة بيده عن قول الصادق المصدوق قالوا عن ذاك ؟ قال تنتهك ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه و سلم فيشد الله عز و جل قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم
[ ش انظر مسلم كتاب الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات رقم 2896 . ( لم تجتبوا ) من الجباية أي لم تأخذوا من الجزية والخراج . ( عن ذلك ) عن أي شيء ينشأ ذلك . ( تنتهك ذمة الله ورسوله ) يرتكب ما لا يحل من الجور والظلم وإتيان المعاصي . ( فيشد ) يقويها وينتزع منها مهابتكم . ( ما في أيديهم ) مما وجب عليهم من الجزية وغيرها ]
3010 - حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة قال سمعت الأعمش قال
: سألت أبا وائل شهدت صفين ؟ قال نعم فسمعت سهل بن حنيف يقول اتهموا رأيكم رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر النبي صلى الله عليه و سلم لرددته وما وضعنا أسيافنا على عواتقنا لأمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر تعرفه غير أمرنا هذا
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب صلح الحديبية رقم 1785 . ( صفين ) اسم موضع على الفرات وقع فيه الحرب بين معاوية وعلي رضي الله عنهما وهي موقعة مشهورة . ( اتهموا رأيكم ) يعظ الفريقين أن لا يقاتلوا وأن يتهموا رأيهم في هذا القتال لأن كلا منهما يقاتل عن رأي رآه واجتهاد اجتهده فهو يحذرهم من هذا القتال لأنه قتال الإخوة في الإسلام وكان سهل رضي الله عنه متهما بالتقصير في القتال فأخبرهم أنه لا يقصر في نصرة الجماعة المسلمة كما لم يقصر يوم الحديبية إذ لو استطاع أن ينصر أبا جندل رضي الله عنه لنصره حين جاء من مكة مسلما يجر قيوده وكان قد عذب على الإسلام فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه جاء بعد عقد الصلح مع قريش . ( ما وضعنا أسيافنا على عواتقنا ) ما جردناها في الله تعالى وعواتق جمع عاتق وهو ما بين العنق والمنكب . ( يفظعنا ) شديد علينا . ( أسهلن بنا ) أوصلتنا إلى شيء واضح فيه خير . ( غير أمرنا هذا ) أي إلا هذه الفتنة التي وقعت بين المسلمين فإنها مشكلة علينا فلا ندري على أي شيء يقتل المسلمون فنزع السيف وغمده في هذا الموطن أولى من سله ]

الصفحة 1161