3165 - حدثني محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور )
[ ر 988 ]
3166 - قال وقال ابن كثير عن سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله عنه قال
: بعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذهبية فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال ( إنما أتألفهم ) . فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق فقال اتق الله يا محمد فقال ( من يطع الله إذا عصيت ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني ) . فسأل رجل قتله - أحسبه خالد بن الوليد - فمنعه فلما ولى قال ( إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الومية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد )
[ ر 4094 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم 1064 . ( بذهبية ) قطعة من ذهب . ( صناديد ) رؤساء جمع صنديد . ( غائر العنين ) عيناه داخلتان في رأسه لاصقتان بقعر الحدقة ضد الجاحظ . ( مشرف الوجنتين ) عاليهما والوجنتان العظمان المشرفان على الخدين وقيل لحم جلد الخدين . ( كث اللحية ) كثير شعرها . ( ضئضئ ) هو الأصل والعقب وقيل هو كثرة النسل . ( لا يجاوز حناجرهم ) لا يفقهون معناه ولا ينتفعون بتلاوته . ( يمرقون ) يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ من الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق بالسهم من دمه شيء . ( الرمية ) الصيد المرمي . ( قتل عاد ) أي أستأصلهم بالكلية بأي وجه ولا أبقي أحدا منهم ]
3167 - حدثنا خالد بن يزيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال سمعت عبد الله قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ { فهل من مدكر }
[ ر 3163 ]
10 - باب قصة يأجوج ومأجوج
وقول الله تعالى { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض }
قول الله تعالى { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا . إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا . فأتبع سببا - إلى قوله - آتوني زبر الحديد } واحدها زبرة وهي القطع { حتى إذا ساوى بين الصدفين } يقال عن ابن عباس الجبلين والسدين الجبلين { خرجا } أجرا { قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا } أصبب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر . وقال ابن عباس النحاس . { فما اسطاعوا أن يظهروه } يعلوه اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع . { وما استطاعوا له نقبا . قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } ألزقه بالأرض وناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد . { وكان وعد ربي حقا . وتركنا لعضهم يومئذ يموج في بعض } / الكهف 83 - 99 / . { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } / الأنبياء 96 / . قال قتادة حدب أكمة قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم رأيت السد مثل البرد المحبر قال ( رأيته )
[ ش ( يأجوج ومأجوج ) قيل في بيانهما أقوال كثيرة والظاهر - والله أعلم - أنهما أمتان من البشر كثير عددهم كبير شرهم وفسادهم حبسهم الله عز و جل في جزء من أرضهم رحمة ببقية خلقه وسيخرجون في يوم من الأيام ويكون خروجهم علامة من العلامات القريبة لقيام الساعة أعاذنا الله تعالى من شرها وحمانا من ويلاتها وحفظنا من المفسدين في الأرض في كل زمان ومكان
( إلى قوله ) وتتمة الآيات { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما . قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا . قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا . وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا . ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا . كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا . ثم أتبع سببا
حتى إذا بلغ بين السدين وجد دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا . قالوا
يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما } . ( يسألونك ) أي اليهود وقيل زعماء المشركين . ( ذكرا ) شيئا من خبره . ( مكنا له ) جعلنا له السلطان . ( وآتيناه ) سهلنا عليه أمر السير في الأرض وأعطيناه أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه . ( حمئة ) حارة . ( قلنا ) أي ألهمه الله عز و جل ذلك . وقيل كان نبيا وكان ذلك القول وحيا له . ( يسرا ) قولا جميلا لينا . ( سترا ) أبنية يستترون فيها من الشمس لأنهم كانوا في أرض لا يستقر عليها بناء . ( بما لديه ) من السلاح والعدة والعدد أو بصلاحيته للحكم . ( خبرا ) علما . ( يفقهون ) يفهمون . ( مكني ) قواني به . ( خير ) أي مما ستعطونني . ( ردما ) سدا كبيرا وحاجزا منيعا . ( الصدفين ) طرفي الجبلين . ( الصفر ) الجيد من النحاس . ( بعضهم ) بعض الخلق أو بعض يأجوج ومأجوج . ( يومئذ ) يوم القيامة أو يوم فتح الردم . ( يموج ) يضطرب ويختلط وهم حيارى . ( حدب ) جانب وجهة . ( ينسلون ) يسرعون . ( السد ) سد يأجوج ومأجوج . ( البرد ) ثوب مخطط . ( المحبر ) له خطوط خط أبيض وخط أسود أو أحمر ]