كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3207 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء هو ابن أخي جويرية حدثنا جويرية عن أسماء عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب وأبا عبيدة أخبراه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته )
[ ر 3192 ]
3208 - حدثنا محمد بن سلام أخبرنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سفيان عن مسروق قال سألت أم رومان وهي أم عائشة عما قيل فيها ما قيل قالت
: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت فقلت لم ؟ قالت إنه نما ذكر الحديث فقالت عائشة أي حديث ؟ فأخبرتها . قالت فسمعه أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( ما لهذه ) . قلت حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون . فانصرف النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله ما أنزل فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد
[ ر 2453 ]
[ ش ( بفلان ) أرادت مسطحا رضي الله عنه . ( نما ذكر الحديث ) رفع بخبره وقيل الأرجح هنا ( نمى ) لأن ( نما ) إذا بلغه على وجه الإصلاح و ( نمى ) إذا بلغه على وجه الإفساد وهو المتعين هنا . ( حمى بنافض ) أي حمى متلبسة بارتعاد من النفض وهو التحريك ]
3209 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني عروة
: أنه سأل عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أرأيت قوله { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } . أو كذبوا ؟ قالت بل كذبهم قومهم فقلت والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن . فقالت يا عرية لقد استيقنوا بذلك قلت فلعلها أو كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها . وأما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله
قال أبو عبد الله { استيأسوا } افتعلوا من يئست { منه } من يوسف . { لا تيأسوا من روح الله } معناه الرجاء
[ 4252 ، 4418 ، 4419 ]
[ ش ( استيأس ) من اليأس وهو القنوط أي قنطوا من إيمان أقوامهم . ( ظنوا ) أي ظن أتباع الرسل كما فسرته عائشة رضي الله عنها . ( كذبوا ) كذبهم أقوامهم في الوعد بالعذاب من الله تعالى / يوسف 110 / . ( كذبوا ) قيل معناه كذبتهم أنفسهم حين حدثتهم أنهم ينصرون وقيل ظنوا حين ضعفوا وغلبوا أنهم قد أخلفوا ما وعدهم الله من النصر . وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها قراءة ( كذبوا ) بالتخفيف ولعلها لم تبلغها عمن يرجع إليه في ذلك وهما قراءتان متواترتان . ( عرية ) تصغير عروة وهو تصغير المحبة والدلال وليس تصغير التحقير . ( معاذ الله ) أعتصم بالله وأستجير به من هذا القول . ( تظن ذلك بربها ) تظن أن يخلفها الله تعالى وعده . ( وأما هذه الآية ) أي فالمراد من الظانين فيها أتباع الرسل لا الرسل . ( استيأسوا ) / يوسف 80 / . ( روح الله ) رحمة الله تعالى / يوسف 87 / ]

الصفحة 1239