كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3409 - حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل
ابن إبراهيم حدثنا أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يهلك الناس هذا الحي من قريش ) . قالوا فما تأمرنا ؟ قال ( لو أن الناس اعتزلوهم )
قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة
[ ش أخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل . . رقم 2917 . ( يهلك الناس ) أي بسبب طلبهم للملك من أهله تقع الفتن والحروب بينهم ويتخبط الناس وتضطرب أحوالهم . ( هذا الحي ) أي الغلمان المذكورون في الحديث بعده وهم بعض قريش لا كلهم . ( اعتزلوهم ) فلا تداخلوهم ولا تقاتلوا معهم ]
3410 - حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول
: سمعت الصادق المصدوق يقول ( هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش ) . فقال مروان غلمة ؟ قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان
[ 6649 ]
[ ش ( الصادق ) بنفسه . ( المصدوق ) من عند الله تعالى والمصدق من عند الناس . ( غلمة ) جمع قلة غلام وهو هنا من طر شاربه والمراد أنهم لم يخبروا الأمور بعد فيكون منهم سفاهة وطيش وإضرار بالأمة . ( أسميهم ) أذكرهم بأسمائهم ]
3411 - حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول
: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في الجاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال ( نعم ) . قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن ) . قلت وما دخنه ؟ قال ( قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ فقال ( هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
[ ش أخرجه مسلم في الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن رقم 1847 . ( أسأله عن الشر ) أستوضحه عنه . ( مخافة أن يدركني ) خوفا من أن أقع فيه أو أدرك زمنه . ( دخن ) من الدخان أي ليس خيرا خالصا بل فيه ما يشوبه ويكدره وقيل الدخن الأمور المكروهة . ( تعرف منهم وتنكر ) أي ترى منهم أشياء موافقة للشرع وأشياء مخالفة له . ( جلدتنا ) من أنفسننا وقومنا وقيل هم في الظاهر مثلنا ومعنا وفي الباطن مخالفون لنا في أمورهم وشؤونهم وجلدة الشيء ظاهره . ( جماعة المسلمين ) عامتهم التي تلتزم بالكتاب والسنة . ( إمامهم ) أميرهم العادل الذي اختاروه ونصبوه عليهم . ( تعض بأصل شجرة ) أي حتى ولو كان الاعتزال بالعض على أصل شجرة والعض هو الأخذ بالأسنان والشد عليها والمراد المبالغة في الاعتزال ]

الصفحة 1319