3414 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل فقال ( ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ) . فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه ؟ فقال ( دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس )
قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه و سلم الذي نعته
[ 4771 ، 5811 ، 6532 ، 6534 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم 1064 . ( خبت وخسرت ) أي أنت الخائب والخاسر إذا ظننت أني لا أعدل لأنك تعتقد نفسك تابعا لمن هذه صفته . ( يحقر أحدكم صلاته ) يجدها قليلة ويظنها أقل ثوابا وقبولا . ( مع صلاتهم ) إذا قارنها بصلاتهم . ( لا يجاوز تراقيهم ) لا يتعداها والتراقي جمع ترقوة وهي عظم يصل ما بين ثغرة النحر والعاتق والمراد لا يفقهون معناه ولا تخشع له قلوبهم ولا يؤثر في نفوسهم فلا يعملون بمقتضاه . ( يمرقون ) يخرجون منه سريعا دون أن يستفيدوا منه . ( الرمية ) هو الصيد المرمي شبه مروقهم من الدين بمروق السهم الذي يصيب الصيد فيدخل فيه ويخرج منه دون أن يعلق به شيء منه لشدة سرعة خروجه . ( نصله ) حديدة السهم . ( رصافه ) هو العصب الذي يلوى فوق مدخل النصل . ( قدحه ) هو عود السهم قبل أن يوضع له الريش . ( قذذه ) جمع قذة وهي واحدة الريش الذي يعلق على السهم . ( قد سبق الفرث والدم ) أي لم يتعلق به شيء منهما لشدة سرعته والفرث ما يجتمع في الكرش مما تأكله ذوات الكروش . ( آيتهم ) علامتهم . ( البضعة ) قطعة اللحم . ( تدردر ) تضطرب وتذهب وتجيء . ( حين فرقة ) أي زمن افتراق بينهم وفي رواية ( على خير فرقة ) أي أفضل طائفة . ( نعت النبي ) أي على وصفه الذي وصفه وحدده ]
3415 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي رضي الله عنه
: إذا حدثكم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتوهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة )
[ 4770 ، 6531 ]
[ ش أخرجه مسلم في الزكاة باب التحريض على قتل الخوارج رقم 1066 . ( أخر ) من الخرور وهو الوقوع والسقوط . ( خدعة ) بفتح الخاء وكسرها وضمها أي تمويه وإخفاء وتلون وتكون بالتورية والتعريض وخلف الوعد والكذب والاقتصار على التورية أو التعريض أفضل والمراد أنه يلتزم ما سمعه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن حدث من عنده فإنه يجتهد برأيه ويلون في الكلام ما شاء ليقنع سامعه وليس المراد أنه يخادع في حديثه حاشاه رضي الله عنه . ( حدثاء الأسنان ) جمع حديث السن وهو الصغير . ( سفهاء الأحلام ) ضعفاء العقول والسفهاء جمع سفيه وهو الطائش خفيف العقل . ( من قول خير البرية ) أي من خير ما تقوله البرية أو هو القرآن والسنة والبرية الخلق . ( يمرقون ) يخرجون . ( الرمية ) الصيد المرمي . ( لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ) أي لا يصل إلى قلوبهم والحناجر جمع حنجرة وهي رأس الحلقوم الذي يرى من خارج الحلق ]