كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3614 - حدثني محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة حدثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه و سلم سفرة فأبى أن يأكل منها ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له
[ ش ( بلدح ) واد في طريق التنعيم إلى مكة . ( سفرة ) طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير ولذلك أصبح يطلق لفظ سفرة على ما يوضع فيه الطعام أو عليه . ( أنصابكم ) جمع نصب وهو كل ما نصب وعظم من دون الله عز و جل وقيل هي حجارة كانت حول الكعبة يذبحون عليها للأصنام . ( إنكارا لها ) أي منكرا عليهم فعل ذلك . ( إعظاما له ) أي لله تعالى خالقها ]
3615 - قال موسى حدثني سالم بن عبد الله ولا أعلمه إلا تحدث به عن ابن عمر
: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم يسأل عن الدين ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني فقال لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله قال زيد ما أفر إلا من غضب الله ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا وأنى أستطيعه ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال زيد وما الحنيف ؟ قال دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله فقال لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله قال ما أفر إلا من لعنة الله ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئا أبدا وأنى أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا قال وما الحنيف ؟ قال دين
إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج فلما برز رفع يديه فقال اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم
[ 5180 ]
[ ش ( يتبعه ) من الاتباع أي ويعمل بما يعلمه منه ويروى ( ويبتغيه ) من الابتغاء وهو الطلب . ( غضب الله ) وصول العذاب إليك . ( أنى ) كيف . ( حنيفا ) مسلما معتزلا لعبادة الأوثان صحيح الميل إلى الإسلام ثابتا عليه . ( لعنة الله ) الطرد والإبعاد عن رحمته . ( برز ) ظهر خارجا عن أرضهم ]

الصفحة 1391