كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3650 - حدثني محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
[ ر 3481 ]
3651 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر ابن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال
: بينما هو في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال له ما بالك ؟ قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون ؟ فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه فكر الناس
[ ش ( هو ) أي عمر رضي الله عنه . ( حلة حبرة ) برد مخططة بالوشي وهو النقش . ( مكفوف ) مخطط بحرير . ( لا سبيل إليك ) لا يستطيع أحد أن يصل إليك بمكروه . ( أمنت ) زال خوفي . ( سال بهم الوادي ) أي ملؤوا الوادي بكثرتهم . ( صبأ ) مال وخرج عن دين آبائه ]
3652 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
: لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال قد صبأ عمر فما ذاك ؟ فأنا له جار قال فرأيت الناس تصدعوا عنه فلت من هذا ؟ قالوا العاص بن وائل
[ ش ( قباء ) ثوب يلبس فوق الثياب . ( ديباج ) نوع من الثياب لحمته وسداه حرير أي نسجه من الحرير الخالص . ( فما ذاك ) أي فلا بأس ولا اعتراض عليه . ( جار ) أحفظه وأحميه من أن يظلمه أحد . ( تصدعوا عنه ) تفرقوا ]
3653 - حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمر أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر قال
: ما سمعت عمر لشيء قط يقول إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعي له فقال له ذلك فقال ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم قال فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال فما أعجب ما جاءتك به جنيتك قال بينما أنا يوما في السوق جاءتني فيها الفزع فقالت ألن تر الجن وإبلاسها ويأسها من بعد إنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها . قال عمر صدق بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا أنت فوثب القوم قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي
[ ش ( كاهنهم ) كاهن قومه يتنبأ لهم بالأمور المستقبلة بدون دليل . ( علي الرجل ) أحضروه إلي وقربوه مني والرجل هو سواد بن قارب . ( أعزم عليك ) أقسم عليك . ( جنيتك ) أنثى الجن . ( إبلاسها ) تحيرها وقيل صيرورتها مثل إبليس حائرا . ( إنكاسها ) انتكاسها وهو الانقلاب على الرأس . ( بالقلاص ) جمع قلوص وهي الناقة الشابة . ( أحلاسها ) جمع حلس وهو كساء رقيق يوضع تحت ما يجلس عليه الراكب على ظهر الدابة . ( صارخ ) يسمع صوته ولا ترى صورته . ( جليح ) اسم رجل ناداه به ومعناه الوقح الكاشف بالعداوة . ( نجيح ) من النجاح وهو الظفر بالحوائج . ( فصيح ) من الفصاحة وهي البيان وسلامة الألفاظ من الإبهام وسوء التأليف . ( ما نشبنا ) ما مكثنا وتعلقنا بشيء . ( أن قيل ) إذ ظهر القول بين الناس بخروج النبي صلى الله عليه و سلم ]

الصفحة 1403