كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3698 - حدثنا قتيبة عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: أول مولود ولد في الإسلام عبد الله بن الزبير أتوا به النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ النبي صلى الله عليه و سلم تمرة فلاكها ثم أدخلها في فيه فأول ما دخل في بطنه ريق النبي صلى الله عليه و سلم
[ ش ( فلاكها ) أدارها في فمه ومضغها قليلا ]
3699 - حدثنا محمد حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا عبد العزيز بن صهيب حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: أقبل نبي الله صلى الله عليه و سلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر وأبو بكر شيخ يعرف ونبي الله شاب لا يعرف قال فيلقى الرجل أبا بكر فيقول يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك فيقول هذا الرجل يهديني السبيل . قال فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق وإنما يعني سبيل الخير . فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم فقال يا رسول الله هذا فارس قد لحق بنا . فالتفت نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال ( اللهم اصرعه ) . فصرعه الفرس ثم قامت تحمحم فقال يا نبي الله مرني بما شئت قال ( فقف مكانك لا تتركن أحدا يلحق بنا ) . قال فكان أول النهار جاهدا على نبي الله صلى الله عليه و سلم وكان آخر النهار مسلحة له فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم جانب الحرة ثم بعث إلى الأنصار فجاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر فسلموا عليهما وقالوا اركبا آمنين مطاعين . فركب نبي الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح فقيل في المدينة جاء نبي الله جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم فأشرفوا ينظرون ويقولون جاء نبي الله جاء نبي الله فأقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب فإنه ليحدث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم فعجل أن يضع الذي يخترف لهم فيها فجاء وهي معه فسمع من نبي الله صلى الله عليه و سلم ثم رجع إلى أهله . فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم ( أي بيوت أهلنا أقرب ) . فقال أبو أيوب أنا يا نبي الله هذه داري وهذا بابي قال ( فانطلق فهيئ لنا مقيلا ) . قال قوما على بركة الله فلما جاء نبي الله صلى الله عليه و سلم جاء عبد الله بن سلام فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود أني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن أعلمهم فادعهم فاسألهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في . فأرسل نبي الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا فدخلوا عليه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فأسلموا ) . قالوا ما نعلمه قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم قالها ثلاث مرار قال ( فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام ) . قالوا ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا . قال ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال ( أفرأيتم إن أسلم ) . قالوا حاشى لله ما كان ليسلم قال ( يا ابن سلام اخرج عليهم ) . فخرج فقال يا معشر اليهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بحق . فقالوا كذبت فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ر 3151 ]
[ ش ( مردف أبا بكر ) مركبه خلفه على نفس الراحلة أو على راحلة غيرها . ( شيخ يعرف ) أي قد شاب شعر رأسه وكان يعرفه أهل المدينة لمروره
عليهم في سفر التجارة . ( شاب ) أي من حيث عدم انتشار الشيب في رأسه وإلا فهو صلى الله عليه و سلم أسن من أبي بكر رضي الله عنه . ( لا يعرف ) لم يعرفه الناس لعدم خروجه من مكة غالبا وعدم التقائه بهم . ( بفارس ) هو سراقة بن مالك رضي الله عنه . ( اصرعه ) اطرحه على الأرض واكفنا شره . ( تحمحم ) من الحمحمة وهي صوت الفرس . ( مسلحة له ) مراقبا يدفع عنه الأذى ويحول عنه العيون . ( الحرة ) أرض ذات حجارة سوداء . ( حفوا ) أحدقوا وأحاطوا . ( فأشرفوا ) اطلعوا من فوق السطوح ونحوها . ( ليحدث أهله ) لعل المراد بعض من حوله من أقاربه . ( يخترف لهم ) يجتني من الثمار . ( أهلنا ) قرابتنا لأن جدته صلى الله عليه و سلم من بني النجار . ( مقيلا ) مكانا يقيل فيه من القيلولة وهي النوم وسط النهار . ( ويلكم ) وقع بكم الشر والعذاب ]

الصفحة 1423