كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 3)

3704 - حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يحدث قال
: ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه قال فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أخذ علينا بالرصد فخرجنا ليلا فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة ثم رفعت لنا صخرة فأتيناها ولها شيء من ظل قال ففرشت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فروة معي ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه و سلم فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة يريد من الصخرة مثل الذي أردنا فسألته لمن أمن يا غلام ؟ فقال أنا لفلان فقلت له هل في غنمك من لبن ؟ قال نعم قلت له هل أنت حالب ؟ قال نعم فأخذ شاة من غنمه فقلت له انفض الضرع قال فحلب كثبة من لبن ومعي إداوة من ماء عليها خرقة قد روأتها لرسول الله صلى الله عليه و سلم فصببت على اللبن حتى برد أسفله ثم أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم فقلت اشرب يا رسول الله فشرب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى رضيت ثم ارتحلنا والطلب في إثرنا . قال البراء فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى فرأيت أباها يقبل خدها وقال كيف أنت يا بنية
[ ر 2307 ]
[ ش ( أخذ علينا بالرصد ) هو الترقب أو جمع راصد وهو الرقيب . ( فأحثثنا ) من الحث أي أعجلنا إعجالا متصلا وفي رواية ( فأحيينا ) من الإحياء وهو عدم النوم . ( غنيمة ) قطيع من الغنم . ( روأتها ) تأنيت بها حتى صلحت وقيل شددتها بالخرقة وربطتها عليها . ( الطلب ) جمع طالب . ( إثرنا ) خلفنا يتتبع آثارنا ]
3705 - حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
: قدم النبي صلى الله عليه و سلم وليس في أصحابه أشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم
وقال دحيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها
[ ش ( أشمط ) من الشمط وهو بياض شعر الرأس أو اللحية يخالطه سواد . ( فغلفها ) صبغها أي لحيته . ( الكتم ) نبت يصبغ به وصبغه أصفر . ( قنأ لونها ) اشتدت حمرتها حتى قاربت السواد ]

الصفحة 1426