كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 4)

3733 - حدثني عبد الله بن محمد حدثنا وهب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق كنت إلى جانب زيد بن أرقم فقيل له
: كم غزا النبي صلى الله عليه و سلم من غزوة ؟ قال تسع عشرة قيل كم غزوت أنت معه ؟ قال سبع عشرة قلت فأيهم كانت أول ؟ قال العشير
أو العسيرة فذكرت لقتادة فقال العشيرة
[ 4142 ، 4201 ]
[ ش أخرجه مسلم في الحج باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه و سلم وزمانهن . وفي الجهاد والسير باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه و سلم رقم 1254
( العشير والعشيرة والعسيرة ) بمعنى واحد اسم للمكان المذكور قبل قليل ]
2 - باب ذكر النبي صلى الله عليه و سلم من يقتل ببدر
3734 - حدثني أحمد بن عثمان حدثنا شريح بن مسلمة حدثنا إبراهيم ابن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال حدثني عمرو بن ميمون أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حدث عن سعد بن معاذ أنه قال
: كان صديقا لأمية بن خلف وكان أمية إذا مر بالمدينة انطلق سعد معتمرا فنزل على أمية بمكة فقال لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت فخرج به قريبا من نصف النهار فلقيهما أبو جهل فقال يا أبا صفوان من هذا معك ؟ فقال هذا سعد فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد آويتم الصباة وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم أما والله أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالما . فقال له سعد ورفع صوته عليه أما والله لئن منعتني هذا لأمنعنك ما هو أشد عليك منه طريقك على المدينة فقال له أمية لا ترفع صوتك يا سعد على أبي الحكم سيد أهل الوادي فقال سعد دعنا عنك يا أمية فوالله لقد سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول ( إنهم قاتلوك ) . قال بمكة ؟ قال لا أدري ففزع لذلك أمية فزعا شديدا فلما رجع أمية إلى أهله قال يا أم صفوان ألم تري ما قال لي سعد ؟ قالت وما قال لك ؟ قال زعم أن محمدا أخبرهم أنهم قاتلي فقلت له بمكة قال لا أدري فقال أمية والله لا أخرج من مكة فلما كان يوم بدر استنفر أبو جهل الناس قال أدركوا عيركم ؟ فكره أمية أن يخرج فأتاه أبو جهل فقال يا أبا صفوان أنك متى ما يراك الناس قد تخلفت وأنت سيد أهل الوادي تخلفوا معك فلم يزل أبو جهل حتى قال أما إذ غلبتني فوالله لأشترين أجود بعير بمكة ثم قال أمية يا أم صفوان جهزيني فقالت له يا أبا صفوان وقد نسيت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ قال لا ما أريد أن أجوز معهم إلا قريبا فلما خرج أمية أخذ لا ينزل منزلا إلا عقل بعيره فلم يزل بذلك حتى قتله الله عز و جل ببدر
[ ر 3433 ]
[ ش ( الصباة ) جمع صابئ وهو المائل عن دينه إلى دين غيره ويقصد المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة . ( عيركم ) هي الإبل التي تحمل الأرزاق ونحوها . ( أجوز ) أنفذ أسلك . ( عقل بعيره ) ربط إحدى يديه حتى لا يذهب بعيدا عنه ]
3 - باب قصة غزوة بدر
وقول الله تعإلى { ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون . إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين . بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين . وما جعله الله إلا بشرى لكم لتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم . ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين } / آل عمران 123 - 127 /
[ ش ( إذ تقول ) اذكر حين قلت هذا القول وقيل كان ذلك يوم بدر وقيل يوم أحد . ( يأتوكم ) أي المشركين . ( من فورهم هذا ) من ساعتهم هذه . ( مسومين ) معلمين . كانت علامتهم يوم بدر عمائم سودا ويوم أحد عمائم حمرا . ( جعله ) جعل الوعد بنزول الملائكة . ( ليقطع طرفا ) ليهدم ركنا من أركان المشركين بالقتل والأسر . ( يكبتهم ) يهزمهم ويهلكهم . ( فينقلبوا ) فيرجعوا . ( خائبين ) خاسرين لم يحصلوا على ما أملوه ]
قال أبو عبد الله فورهم غضبهم
وقال وحشي قتل حمزة طعيمة ين عدي ين الخيار يوم بدر
[ ر 3844 ]
وقوله تعإلى { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم }
الآية / الأنفال 7 / . الشوكة الحد
[ ش ( الطائفتين ) الطائفة التي فيها العير وهم أبو سفيان ومن معه والطائفة التي فيها النفير وهم قريش ومن خرج منهم لقتال المسلمين . ( تودون ) تحبون وترغبون . ( الشوكة ) القوة والشدة وهذا معنى الحد المذكور
( الآية ) وتتمتها { ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين } . ( يحق الحق ) يثبته ويعليه ويظهره . ( بكلماته ) بآياته المنزلة في محاربة الكفار وبإمداده لكم بالملائكة وما كان من أسباب نصرتكم من خوارق العادات . ( يقطع دابر الكافرين ) الدابر الآخر أي يستأصلهم أو يفرق جمعهم ويلقي الرعب في قلوب من وراءهم فلا يجرؤ أحد منهم على قتالكم ]

الصفحة 1453