3807 - 3808 - حدثنا آدم حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال
: حرق رسول الله صلى الله عليه و سلم نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فنزلت { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله }
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب جواز قطع أشجار الكفار وتحريقها رقم 1746
( لينة ) شجرة النخيل وقيل مطلق شجرة . ( أصولها ) جذورها . ( فبإذن الله ) تركها وقطعها بمشيئة الله تعالى أو المراد هو الذي أباح لكم ذلك . / الحشر 5 / ]
3808 - حدثني سحق أخبرنا حبان أخبرنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه و سلم حرق نخل بن النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت
وهان على سراة بني لؤي * حريق بالبويرة مستطير
قال فأجابه أبو سفيان بن الحارث
أدام الله ذلك من صنيع * وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزة * وتعلم أي أرضينا تضير
[ ر 2201 ]
[ ش ( أبو سفيان بن الحارث ) بن عبد المطلب وكان يومها كافرا وأسلم يوم الفتح . ( نواحيها ) وهي المدينة وسائر مواضع الإسلام في حينها . ( السعير ) النار الشديدة . ( بنزة ) في بعد من السوء . ( أي أرضينا ) بلدينا المدينة ومكة . ( تضير ) يصيبها الضرر ]
3809 - حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني مالك ابن أوس بن الحدثان النضري
: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه إذ جاءه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون ؟ فقال نعم فأدخلهم فلبث قليلا ثم جاء فقال هل لك في عباس وعلي يستأذنان ؟ قال نعم فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم من بني النضير فاستب علي وعباس فقال الرهط يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . يريد بذلك نفسه ؟ قالوا قد قال ذلك فأقبل عمر على عباس وعلي فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال ذلك ؟ قالا نعم قال فاني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله سبحانه كان خص رسوله صلى الله عليه و سلم في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال جل ذكره { وما أفاء الله على رسوله منهم فما
أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب - إلى قوله - قدير } . فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم والله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وقسمها فيكم حتى بقي هذا المال منها فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حياته ثم توفي النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر فأنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل به رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتم حينئذ فأقبل على علي وعباس وقال تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق ؟ ثم توفي الله أبا بكر فقلت أنا ولي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بما عمل رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر والله يعلم أني فيه صادق بار راشد تابع للحق ؟ ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحده وأمركما جميع فجئتني - يعني عباسا - فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة ) . فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وما عملت فيه مذ وليت وإلا فلا تكلماني فقلتما ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنه فادفعاه إلى فأنا أكفيكماه
قال فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم تقول أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه و سلم فكنت أنا أردهن فقلت لهن ألا تتقين الله ألم تعلمن أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول ( لا نورث ما تركنا صدقة - يريد بذلك نفسه - إنما يأكل آل محمد صلى الله
عليه وسلم في هذا المال ) . فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه و سلم إلى ما أخبرتهن قال فكانت هذه الصدقة بيد علي منعها علي عباسا فغلبه عليها ثم كان بيد حسن بن علي ثم بيد حسين بن علي ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم حقا
[ ر 2748 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجهاد والسير باب حكم الفيء رقم 1757
( فاستب . . ) ذكر كل منهما مساوئ الآخر . ( أتئدوا ) تأنوا . ( تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان ) هل تذكران أن أبا بكر رضي الله عنه قضى فيما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم كما تطلبان أي من قسمته بين ورثته كالميراث . أم قضى فيه كما أقول ؟ . . ( يسألنه ثمنهن مما أقاء الله ) يطلبن منه أن يعطيهن مما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم كميراث وهو الثمن مما ترك . ( هذه الصدقة ) أي ما تركه رسول الله صلى الله عليه و سلم . ( فغلبه عليها ) بالتصرف فيها وتحصيل غلاتها لا بتخصيص الحاصل بنفسه . ( يتداولانها ) يتناوبان في التصرف بها ]