كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 4)

3814 - حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح هو ابن مسلمة حدثنا
إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه قال
: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم فانطلقوا حتى دنوا من الحصن فقال لهم عبد الله بن عتيك امكثوا أنتم حتى أنطلق أنا فأنظر قال فتلطفت أن أدخل الحصن ففقدوا حمارا لهم قال فخرجوا بقبس يطلبونه قال فخشيت أن أعرف قال فغطيت رأسي كأني أقضي حاجة ثم نادى صاحب الباب من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه فدخلت ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن فتعشوا عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهب ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت قال ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذته ففتحت به باب الحصن قال قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهل ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر ثم صعدت إلى أبي رافع في سلم فإذا البيت مظلم قد طفئ سراجه فلم أدر أي الرجل فقلت يا أبا رافع ؟ قال من هذا ؟ قال فعمدت نحو الصوت فأضربه وصاح فلم تغن شيئا قال ثم جئت كأني أغيثه فقلت ما لك يا أبا رافع ؟ وغيرت صوتي فقال ألا أعجبك لأمك الويل دخل علي رجل فضربني بالسيف ؟ قال فعمدت له أيضا فأضربه أخرى فلم تغن شيئا فصاح وقام أهله قال ثم جئت وغيرت صوتي كهيئة المغيث فإذا هو مستلق على ظهره فأضع السيف في بطنه ثم أنكفئ عليه حتى سمعت صوت العظم ثم خرجت دهشا حتى أتيت السلم أريد أن أنزل فأسقط منه فانخلعت رجلي فعصبتها ثم أتيت أصحابي أحجل فقلت انطلقوا فبشروا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأني لا أبرح حتى أسمع الناعية فلما كان
وجه الصبح صعدت الناعية فقال أنعى أبا رافع قال فقمت أمشي ما بي قبلة فأدركت أصحابي قبل أن يأتوا النبي صلى الله عليه و سلم فبشرته
[ ر 2859 ]
[ ش ( بقبس ) شعلة من نار . ( مهل ) رفق وتؤدة . ( ألا أعجبك ) أقول لك ما تعجب منه وتنكره . ( أنكفئ ) أنقلب عليه وأرجع . ( أحجل ) من الحجلان وهو المشي المقيد أو مشى على رجل رافعا الأخرى ]
14 - باب غزوة أحد
وقول الله تعالى { وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم } / آل عمرإن 121 /
[ ش ( غدوت ) خرجت في أول النهار . ( من أهلك ) من حجرة زوجك عائشة رضي الله عنها . ( تبوئ ) تنزلهم منازل لأجل القتال فتجعلهم يمنة ويسرة وتحدد لهم مواطن ومواقف ]
وقوله جل ذكره { ولاتهنوا ولا تحزنوا وإنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين . وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين . أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين . ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } / آل عمران 139 - 143 /
[ ش ( تهنوا ) تضعفوا . ( تحزنوا ) لظهور عدوكم . ( الأعلون ) لكم الغلبة فيما بعد . كما أنكم الغالبون بالحجة في الدنيا والآخرة . ( يمسكم ) يصيبكم . ( قرح ) قتل وجراحات . ( نداولها ) نجعل الغلبة للمؤمنين غالبا تحقيقا للوعد لأنهم المستحقون للنصر ونجعل الغلبة عليهم أحيانا امتحانا واختبارا وإكراما لمن يستشهد منهم . ( ليمحص . . ) يصفيهم وينقيهم من كل دنس مادي أو معنوي . ( يمحق . . ) يهلكهم وينقصهم ويقللهم . ( ولما يعلم الله . . ) ولم تبتلوا وتظهر حقيقة أنفسكم . ( تمنون الموت ) تتمنون سبب الموت وهو القتال لما علمتم من الكرامة عند الله تعالى لشهداء بدر . ( تلقوه ) يوم أحد . ( رأيتموه ) في لمعان السيوف واشتباك الرماح وصفوف الرجال للقتال ]
وقوله { ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين } . / آل عمران 152 /
[ ش ( وعده ) بالنصر . ( إذ تحسونهم ) حين كنتم تقتلونهم قتلا ذريعا واسعا يكاد يستأصلهم أو المعركة حين لم تخالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم وتشتغلوا بالغنيمة . ( بإذنه ) بأمره وتيسيره . ( حتى إذا فشلتم ) أي إلى أن اختلفتم في ترك أماكنكم وعصيتم أمر قائدكم ونزلتم لجمع الغنيمة عندها أصابكم الفشل فجبنتم وضعفتم . ( ما تحبون ) من النصر والظفر بهم . ( الدنيا ) الغنيمة . ( صرفكم عنهم ) ردكم عن المشركين بهزيمتكم . ( ليبتليكم ) ليختبركم ويمتحنكم . ( عفا عنكم ) غفر زلتكم تلك ]
وقوله تعالى { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا } . الآية / آل عمران 169 /
[ ش ( الآية ) وتتمتها { بل أحياء عند ربهم يرزقون } . أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة فتشرب منها وتأكل ثمارها ]

الصفحة 1484