3913 - حدثني يحيى حدثنا وكيع عن نافع عن ابن معمر عن ابن أبي مليكة
: عن عائشة رضي الله عنها كانت تقرأ إذا تلقونه بألسنتكم وتقول الولق الكذب . قال ابن أبي مليكة وكانت أعلم من غيرها بذلك لأنه نزل فيها
[ 4475 ]
[ ش ( الولق ) هو الإسراع في الكذب وقيل هو الاستمرار فيه . ( بذلك ) أي بهذه القراءة والقراءة المتواترة { تلقونه } / النور 15 / من التلقي أي تخضون فيه وتكثرون التحدث عنه وقراءة عائشة قرأ بها أبي بن كعب ومجاهد وأبو حيوة وهي قراءاة شاذة ]
3914 - حدثنا عثمان بن أبي شيبه حدثنا عبده عن هشام عن أبيه قال
: ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . وقالت عائشة استأذن النبي صلى الله عليه و سلم في هجاء المشركين قال ( كيف بنسبي ) . قال لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين
وقال محمد بن عقبة حدثنا عثمان بن فرقد سمعت هشاما عن أبيه قال سببت حسان وكان ممن كثر عليها
[ ر 3338 ]
[ ش ( كثر عليها ) أكثر من الخوض في حديث الإفك ولهذا كان عروة رحمه الله تعالى يسبه ]
3915 - حدثني بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن أبي ضحى عن مسروق قال
: دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له وقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فقالت له عائشة لكنك لست كذلك . قال مسروق فقلت لها لم تأذنين له أن يدخل عليك ؟ وقد قال الله تعالى { والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } . فقالت وأي عذاب أشد من العمى ؟ قالت له إنه كان ينافح أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ 4477 ، 4478 ]
[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه رقم 2488
( دخلنا على عائشة ) من المعلوم أن الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم كانوا يأتون مساكن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليأخذوا عنهن حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم والعلم والموعظة وكن - رضي الله عنهن - يحدثن من يأتيهن من وراء حجاب يكون داخل بيوتهن ولا يجلسن مع من يغشى مجالسهن وجها لوجه كما هو معروف ومألوف في المجالسة وهذا هو المراد بالدخول عليهن حيثما ورد عن غير محارمهن وحاشاهن رضي الله عنهن وحاشا من يأتيهن من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من بعدهم أن يخالفوا أمر الله تعالى الصريح إذ يقول { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } / الأحزاب 53 / . وهي في زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بالاتفاق وجاز لهن أن يحدثن الرجال كما جاز للرجال أن يجلسوا لهن - على ما ذكرنا - ويستمعوا لحديثهن ضرورة نقل الدين الذي عرفنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمباشرة ولاسيما ما يخص المرأة وداخل بيت الزوجية وضمن نطاق الأسرة . وهذا كله مع ما وقر في نفوس المسلمين من وقار وإجلال لأماتهم زوجات رسول الله صلى الله عليه و سلم اللواتي قال الله تعالى فيهن { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم } / الأحزاب 6 / أي في البر والاحترام وحرمة الزواج لا في حل النظر والخلوة ونحو ذلك . ( يشبب ) من التشبيب وهو ذكر الشاعر ما يتعلق بالغزل ونحوه . ( حصان ) عفيفة تمتنع من الرجال غير زوجها . ( رزان ) صاحبة وقار وقيل قليلة الحركة . ( تزن ) تتهم . ( بريبة ) بتهمة . ( غرثى ) جائعة أي لا تغتاب الناس فتشبع من لحومهم . ( الغوافل ) العفيفات الغافلات عن الشر والفجور . ( لست كذلك ) أي لم تفعل بمقتضى ما تقول فقد اغتبت في خوضك في الإفك وطعنت واتهمت . ( تولى كبره منهم ) اهتم بإشاعته والخوض فيه أكثر من غيره / النور 11 / . ( العمى ) أي فقد آخذه الله تعالى إذ عمي آخر عمره . ( ينافح . . ) يدافع عنه بشعره ]
33 - باب غزوة الحديبية
وقول الله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } / الفتح 18 /
[ ش ( لقد رضي . . ) نزلت في قصة الحديبية فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الموت حين دعاهم إلى ذلك وقد أشيع أن أهل مكة قتلوا عثمان رضي الله عنه الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم ليفاوضهم في دخول مكة ]