كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 4)

3942 - حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا شاذان عن شعبة عن أبي جمرة قال
: سألت عائذ بن عمرو رضي الله عنه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من أصحاب الشجرة هل ينقض الوتر ؟ قال إذا أوترت من أوله فلا توتر من آخره
[ ش ( ينقض الوتر ) أي إذا صلى الوتر ونام فهل يصلي بعد النوم شيئا ويعتبره من الوتر ؟ محافظة على قوله صلى الله عليه و سلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا ) [ ر 953 ] . ( أوله ) أول الليل ]
3943 - حدثني عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر ابن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجيبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سأله فلم يجيبه ثم سأله فلم يجيبه فقال عمر بن الخطاب ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل في قرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي قال فقلت لقد خشيت أن يكون قد نزل في قرآن وجئت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت عليه فقال ( لقد أنزلت علي الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس . ثم قرأ { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } )
[ 4553 ، 4725 ]
[ ش ( ثكلتك أمك ) فقدتك وهي كلمة تقولها العرب للتقريع ولا تقصد معناها . ( نزرت ) ألححت وضيقت عليه حتى أحرجته وفي رواية ( نزرت ) بتخفيف الزاي ) . ( قرآن ) يلومني على ما فعلت . ( نشبت ) لبثت وحقيقة معناه أنه لم يتعلق بشيء غيره ولا اشتغل بسواه . ( يصرخ بي ) يناديني . ( سورة ) هي سورة الفتح . ( فتحنا لك ) هيأنا لك ظفرا ظاهرا ]
3944 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان قال سمعت الزهري حين حدث هذا الحديث حفظت بعضه وثبتني معمر عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يزيد أحدهما على صاحبه قالا
: خرج النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينا له من خزاعة وسار النبي صلى الله عليه و سلم حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال إن قريشا جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك . قال ( أشيروا أيها الناس علي أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت فإن يأتونا كان الله عز و جل قد قطع عينا من المشركين وإلا تركناهم محروبين ) . قال أبو بكر يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا
عنه قاتلناه . قال ( امضوا على اسم الله )
[ ر 1608 ]
[ ش ( ثبتني معمر ) أي أكد لي معمر بن راشد ما سمعت من الزهري هنا وجعلني ثابتا فيه . ( عينا ) جاسوسا واسمه بسر بن سفيان رضي الله عنه . ( بغدير الأشطاط ) موضع قريب من الحديبية ربما اجتمع فيه الماء أحيانا والغدير مجتمع الماء . ( الأحابيش ) هم الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة . ( أميل إلى عيالهم ) هو كناية عن الهجوم عليهم وقتالهم وأصل الميل الزوال عن الاستواء والعيال أهل بيت الرجل الذين ينفق عليهم . ( ذراري ) جمع ذرية وهي نسل الإنسان . ( فإن يأتونا ) أي إن خرجوا لقتالنا . ( قطع عينا ) أي كنا كمن لم يبعث جاسوسا وواجههم بالقتال وقيل ( قطع عنقا ) أي أهلك جماعة من أهل الكفر فتضعف قوتهم . ( محروبين ) مسلوبين منهوبين ]

الصفحة 1531