3959 - حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن سويد بن النعمان أخبره
: أنه خرج مع النبي صلى الله عليه و سلم عام خيبر حتى أذا كنا بالصهباء وهي من أدنى خيبر صلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت إلا بالسويق فأمر به فثري فأكل وأكلنا ثم قام إلى المغرب فمضمض ومضمضنا ثم صلى ولم يتوضأ
[ ر 206 ]
3960 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال
: خرجنا مع النبي صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك ؟ وكان عامر رجلا شاعرا حداء فنزل يحدو بالقوم يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اتقينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا * إنا إذا صيح بنا أبينا
وبالصياح عولوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من هذا السائق ) . قالوا عامر بن الأكوع قال ( يC ) . قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به ؟ فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( ما هذه النيران ؟ على أي شيء توقدون ) . قالوا على لحم قال ( على أي لحم ) . قالوا لحم حمر الإنسية قال النبي صلى الله عليه و سلم ( أهريقوها واكسروها ) . قال رجل يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها ؟ قال ( أو ذاك ) . فلما تصاف القوم كان سيف عمر قصيرا فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو آخذ بيدي قال ( مالك ) . قلت له فداك أبي وأمي زعموا أن عامرا حبط عمله ؟ قال النبي صلى الله عليه و سلم ( كذب من قاله إن له لأجرين - وجمع بين إصبعيه - إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله ) . حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال ( نشأ بها )
[ ر 2345 ]
[ ش ( هنيهاتك ) جمع هنيهة مصغر هنة وفي نسخة هنياتك . جمع هنية وهي كناية عن كل شيء لا تذكره باسمه ولا تخص به شيئا من غيره وقيل معناها الأراجيز جمع أرجوزة وهي القصيدة من بحر الرجز . ( يحدو ) من الحدو وهو الغناء للإبل عند سوقها . ( فاغفر . . ما اتقينا ) ما تركناه من الأوامر . في نسخة ( ما أبقينا ) أي خلفنا وراءنا مما اكتسبنا من الآثام وما أبقيناه وراءنا من الذنوب فلم نتب منه . ( صيح بنا ) دعينا إلى غير الحق . ( أبينا ) امتنعنا من دعوة غير الحق وفي نسخة ( أتينا ) أي إذا دعينا إلى القتال أو الحق جئنا إليه . ( عولوا ) قصدوا واستغاثوا . ( وجبت ) ثبتت له الشهادة التي يعقبها دخول الجنة ببركة دعائك . ( امتعتنا به ) هلا أبقيته لنا لنتمتع بشجاعته . ( مخمصة ) مجاعة . ( تصاف القوم ) تقابلوا صفوفا للقتال . ( ذباب سيفه ) حده . ( حبط علمه ) أي بطل عمل عامر لأنه قتل نفسه بسيفه . ( لجاهد ) يجهد نفسه بالطاعة . ( مجاهد ) في سبيل الله تعالى . ( بها ) بهذه الخصلة الحميدة وهي الجهاد مع الجهد . ( نشأ ) شب وكبر ]