كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 4)

4029 - حدثنا علي عبد الله حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال
: سافر رسول الله صلى الله عليه و سلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء من ماء فشرب نهارا ليراه الناس فأفطر حتى قدم مكة
وقال وكان ابن عباس يقول صام رسول الله صلى الله عليه و سلم في السفر وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر
[ ر 1842 ]
46 - باب أين ركز النبي صلى الله عليه و سلم الراية يوم الفتح
4030 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال
: لما سار النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ماهذه لكأنها نيران عرفة ؟ فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو فقال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس ( احبس أبا سفيان عند خطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين ) . فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه و سلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه ؟ قال هذه غفار قال مالي ولغفار ثم مرت جهينة قال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه ؟ قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكبعة . فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الدمار . ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه و سلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة ؟ قال ( ما قال ) . قال كذا وكذا فقال ( كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة يوم تكسى فيه الكعبة ) . قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون
قال عروة وأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ها هنا أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز الراية ؟
قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة من كداء ودخل النبي صلى الله عليه و سلم من كدا فقتل من خيل الوليد رضي الله عنه يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري
[ ر 2813 ]
[ ش ( أبيه ) عروة بن الزبير رحمه الله تعالى . ( مر الظهران ) موضع قرب مكة . ( نيران عرافة ) التي كانوا يوقدونها فيها وكانت عادتهم أن يكثروا منها . ( حرس ) المكلفون الحراسة والحفظ . ( احبس . . ) أوقفه . ( خطم الجبل ) أي أنفه البارز منه حيث يضيق الطريق فيرى الجيش كله ويكثر في عينه فينبعث في قلبه الشعور بقوتهم وشأنهم فيكف عن عداوة المسلمين والتفكير في حربهم ويتمكن الإسلام في قلبه . وفي نسخة ( خطم الخيل ) أي ازدحامها . ( كتيبة ) القطعة المجتمعة من الجيش . ( الملحمة ) يوم القتل وقيل يوم حرب لا يوجد فيه مخلص . ( تستحل الكعبة ) يصبح القتال فيها حلالا . ( حبذا ) يقال حبذا الأمر هو حبيب ومفضل وأصلها حب وذا فجعلتا كلمة واحدة . ( يوم الذمار ) يوم الغضب للمحارم والأهل . أو يلزمك فيه حفظي من أن ينالني مكروه . ( كذب ) أخطأ الصواب . ( بالحجون ) موضع قريب من مقبرة مكة . ( كداء ) أعلى مكة . ( كدا ) أسفل مكة ]

الصفحة 1559