كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 4)

4569 - حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم
: ( تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز و جل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز و جل ينشئ لها خلقا )
[ 7011 ]
[ ش أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب النار يدخلها الجبارون . . رقم 2846
( تحاجت ) تخاصمت والله تعالى أعلم بذلك التخاصم . ( أوثرت ) اختصصت . ( المتجبرين ) جمع متجبر وهو المتعاظم بما ليس فيه والذي لا يكترث بأمره . ( سقطهم ) الساقطون من أعين الناس والمحتقرون لديهم لفقرهم وضعفهم وقلة منزلتهم . ( من أشاء ) ممن استحق العقوبة واكتسب أسبابها ]
334 - باب { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } / 39 /
4570 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن إسماعيل عن قيس ابن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال
: كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه و سلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال
( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا . ثم قرأ { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } )
[ ر 529 ]
4571 - حدثنا آدم حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال ابن عباس
: أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها يعني قوله { وأدبار السجود }
[ ش ( أدبار السجود ) انظر الكلام عنها عند شرح الألفاظ في الباب [ 332 ] . ]
335 - باب تفسير سورة { والذاريات } / 1 /
قال علي عليه السلام الذاريات الرياح
وقال غيره { تذروه } / الكهف 45 / تفرقه . { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } / 21 / تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين . { فراغ } / 26 / فرجع . { فصكت } / 29 / فجمعت أصابعها فضربت جبهتها . والرميم نبات الأرض إذا يبس وديس . { لموسعون } / 47 / أي
لذوو سعة وكذلك { على الموسع قدره } / البقرة 236 / يعني القوي . { خلقنا زوجين } / 49 / الذكر والأنثى واختلاف الألوان حلو وحامض فهما زوجان . { ففروا إلى الله } / 50 / معناه من الله إليه . { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } / 56 / ما خلقت أهل السعادة من أهل الفريقين إلا ليوحدون وقال بعضهم خلقهم ليفعلوا ففعل بعض وترك بعض وليس فيه حجة لأهل القدر . والذنوب الدلو العظيم
وقال مجاهد { صرة } / 29 / صيحة . { ذنوبا } / 59 سبيلا . { العقيم } التي لا تلد
وقال ابن عباس والحبك استواؤها وحسنها . { في غمرة } / 11 / في ضلالتهم يتمادون
وقال غيره { تواصوا } / 53 / تواطؤوا . وقال { مسومة } / 34 / معلمة من السيما
{ قتل الخراصون } / 10 / لعنوا
[ ش ( الذاريات ) فسرت بالرياح لأنها تذر التراب وغيره أي تنثره وتفرقه عند هبوبها . ( وفي أنفسكم ) أي دلائل على الصانع جل وعلا ووحدانيته وقدرته ومن ذلك أنها تأكل وتشرب...وهذا أمر عظيم وبديع . ( تبصرون . . ) بعين الاعتبار . ( فراغ ) عدل ومال . ( الرميم ) يشير إلى قوله تعالى { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم . ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } / الذاريات 41 ، 42 / . ( العقيم ) التي لا خير فيها من إنزال مطر أو إلقاح شجر بل هي ريح هلاك . ( تذر ) تترك . ( وكذلك ) أي وحاصل معنى هذا الأشتقاق السعة والقدرة . ( الموسع ) الموسر . ( قدره ) ما يتناسب مع قدرته من النفقة . ( زوجين ) صنفين ونوعين . ( من الله إليه ) من معصيته إلى طاعته ومن عذابه إلى رحمته وثوابه . ( الفريقين ) الجن
والإنس . ( خلقهم ليفعلوا ) أي خلقهم ولديهم استعداد أن يوحدوا الله تعالى ويخصوه بالعبادة والطاعة وكلفهم بذلك . ( وليس فيه . . ) أي المعتزلة الذين قالوا إن إرادة الله تعالى لا تتعلق إلا بالخير وأما الشر فليس مرادا له واحتجوا بهذه الآية . وقولهم هذا مردود لأن تعليل الأمر بشيء لا يلزم منه أن يكون هو أو غيره مرادا . ( الذنوب ) يشير إلى قوله تعالى { فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون } . ( للذين ظلموا ) للذين كفروا من أهل مكة . ( ذنوبا ) هي في اللغة الدلو الكبير المملوء ماء وفسر في الآية بالحظ والنصيب من العذاب وبالسبيل أي طريقا في الكفر والضلال . ( أصحابهم ) من سبقهم من الأمم التي أهلكها الله عز و جل وأوقع فيها العذاب . ( العقيم ) يشير إلى قوله تعالى { وقالت عجوز عقيم } / الذاريات 29 / . ( الحبك ) يشير إلى قوله تعالى { والسماء ذات الحبك } / الذاريات 7 / . جمع حبيكة وهي الطريقة التي تخلفها الرياح الهادئة في الرمال أو المياه أو هي المحبوكة أي المتقنة من قولهم ثوب حبيك ومحبوك أي محكم النسيج وفسرت الآية بكلا المعنيين أي ذات الطرائق الحسنة ولكنها لا ترى من البعد أو ذات الخلق الحسن السوي . ( ( غمرة ) غفلة وجهالة وشبهة وعمى وضلالة . ( يتمادون ) يتطاولون ويبلغون الغاية في الضلالة . ( ( تواصوا . . ) أوصى بعضهم بعضا بالتكذيب واتفقوا عليه . ( السيما ) من السومة وهي العلامة . ( الخراصون ) الكذابون وقيل
المرتابون وقيل الكهنة الذين يقدرون ما لا يصح . من الخرص وهو القول عن ظن وتخمين دون علم ويقين ]
336 - باب تفسير سورة { والطور } / 1 /
وقال قتادة { مسطور } / 2 / مكتوب
وقال مجاهد الطور الجبل بالسرياينية . { رق منشور } / 3 / صحيفة . { والسقف المرفوع } / 5 / سماء . { المسجور } / 6 / الموقد وقال الحسن تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة
وقال مجاهد { ألتناهم } / 21 / نقصناهم
وقال غيره { تمور } / 9 / تدور . { أحلامهم } / 32 / العقول
وقال ابن عباس { البر } / 28 / اللطيف . { كسفا } / 44 / قطعا . { المنون } / 30 / الموت
وقال غيره { يتنازعون } / 23 / يتعاطون
[ ش ( والطور ) اسم للجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام وقيل الطور الجبل مطلقا وغلب على طور سيناء . ( رق ) هو الجلد الذي يكتب عليه وقيل المراد اللوح المحفوظ وقيل غير ذلك . ( منشور ) مبسوط مفتوح لائح للأنظار . ( السقف . . ) السماء سميت بذلك لأنها للأرض كالسقف للبيت . ( المسجور ) المملوء من سجر النهر إذا ملأه أو الموقد من سجرت التنور إذا أوقدتها وملأتها وقودا وعليه تفسير الحسن البصري رحمه الله تعالى . ( ألتناهم ) انظر الباب ( 317 ) . ( تمور ) تموج وتضطرب . ( البر ) المحسن الذي عم إحسانه جميع خلقه . ( قطعا ) جزءا ]

الصفحة 1836