6052 - حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال
: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها )
[ ر 2641 ]
[ ش ( موضع سوط ) قدر موضعه والسوط ما يضرب به من جلد ونحوه ]
3 - باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
6053 - حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) . وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك
[ ش ( كأنك غريب ) بعيد عن موطنه لا يتخذ الدار التي هو فيها موطنا ولا يحدث نفسه بالبقاء قال العيني هذه كلمة جامعة لأنواع النصائح إذ الغريب لقلة معرفته بالناس قليل الحسد والعداوة والحقد والنفاق والنزاع وسائر الرذائل منشؤها الاختلاط بالخلائق ولقلة إقامته قليل الدار والبستان والمزرعة والأهل والعيال وسائر العلائق التي هي منشأ الاشتغال عن الخالق . ( عابر سبيل ) مار بطريق وتعلقاته أقل من تعلقات الغريب
( خذ من صحتك لمرضك ) اشتغل حال الصحة بالطاعات بقدر يسد الخلل والنقص الحاصل بسبب المرض الذي قد يقعد عنها . ( من حياتك لموتك ) اغتنم أيام حياتك بالأعمال التي تنفعك عند الله تعالى بعد موتك ]
4 - باب في الأمل وطوله
وقول الله تعالى { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } / آل عمران 185 /
وقوله { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون } / الحجر 3 /
وقال علي بن أبي طالب ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل
{ بمزحزحه } / البقرة 96 / بمباعده
[ ش ( زحزح ) أبعد ونحي . ( فاز ) نجا وربح . ( متاع الغرور ) متعة يتمتع بها لأمد قليل وهي أي - الدنيا - تخدع من تعلق بها واستكان إليها . ( ذرهم ) اتركهم ودعهم . ( يتمتعوا ) بملذات الدنيا . ( يلههم الأمل ) يشغلهم عن عمل الآخرة والتوبة إلى الله عز و جل ما يأملونه من البقاء في الدنيا وما ترغبه نفوسهم من طول عمر وزيادة غنى ونحو ذلك . ( مدبرة ) بما فيها من ملذات
( مقبلة ) بما فيها من أهوال وحشر وحساب ونعيم خالد أو جحيم مقيم
( بنون ) متعلقون بها تعلق الأبناء بالآباء راغبون فيها ومقبلون عليها لا يلتفتون إلى غيرها . ( اليوم ) في الدنيا . ( غدا ) في الآخرة ]