كتاب صحيح البخاري - البغا (اسم الجزء: 5)

6086 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
: لقد توفي النبي صلى الله عليه و سلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني
[ ر 2930 ]
[ ش ( رفي ) الرف خشبة عريضة يغرز طرفاها في الجدار . ( شطر شعير ) بعض شعير ]
17 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه وتخليهم من الدنيا
[ ش ( وتخليهم من الدنيا ) وفي بعض النسخ ( وتخليهم عن الدنيا ) ]
6087 - حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث حدثنا عمر بن ذر حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول
: آلله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال ( يا أبا هر ) . قلت لبيك يا رسول الله قال ( الحق ) . ومضى فاتبعته فدخل فأستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال ( من أين هذا اللبن ) . قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال ( أبا هر ) . قلت لبيك يا رسول الله قال ( الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي ) . قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال ( يا أبا هر ) . قلت لبيك يا رسول الله قال ( خذ فأعطهم ) . قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال ( أبا هر ) . قلت لبيك يا رسول الله قال ( بقيت أنا وأنت ) . قلت صدقت يا رسول الله قال ( اقعد فاشرب ) . فقعدت فشربت فقال ( اشرب ) . فشربت فما زال يقول ( اشرب ) . حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال ( فأرني ) . فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة
[ ر 5892 ]
[ ش ( لأعتمد بكبدي ) ألصق بطني بالأرض . ( لأشد ) أربط وفائدة شد الحجر المساعدة على الاعتدال والقيام . ( طريقهم ) أي النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم . ( فأذن لي فدخل ) وفي رواية ( فأذن لي فدخلت )
( أضياف الإسلام ) ضيوف المسلمين . ( يأوون ) ينزلون ويلتجئون . ( فساءني ذلك ) أهمني وأحزنني . ( جاء . . ) أي الذي أمرني بدعوته وهم أهل الصفة ]

الصفحة 2370