كتاب تفسير العثيمين: الأنعام

يقولون: هذا مجسم؛ لأنه أثبت الصفات، ويقولون: هذا تجسيم حتى ينفر الناس عنه، وأهل الكلام يقولون: هؤلاء حشوية لا خير فيهم وليس عندهم فَهم، وليس عندهم معرفة بالمعاني، ولا عندهم عقول، ويسمونهم نوابت، جمع نابتة، وهي التي تنبت في الزرع من ذات الأوراق التي لا خير فيها، وكذلك فإن ألقاب السوء لأهل الخير من أهل الشر لا تزال موجودة، ولكن هل يصمد صاحب الخير أمام هذه الألقاب، أو ينهزم؟ الواجب أن يثبت ولا ينهزم؛ لأنه إذا انهزم فانهزامه ليس انهزاماً لشخصه، بل هو انهزام للحق الذي جاء به، أو الذي كان عليه.

الفائدة الرابعة: تقرير علم الله - عزّ وجل - في قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}، فالله عالم بمن هو شاكر، وهل المعنى عالم بمن هو شاكر الآن أو بمن سيشكر، أو بالجميع؟
الجواب: بالجميع.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.
* * *

وبذلك وفي الأسبوع الأخير من شهر صفر عام ١٤٢١ هـ انتهت الدروس العلمية المسجلة صوتياً في تفسير سورة الأنعام والتي كان يعقدها فضيلة شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين في جامعه بمدينة عنيزة (¬١).
رحم الله شيخنا رحمة الأبرار، وأسكنه فسيح جناته، ومَنَّ
---------------
(¬١) انظر: مقدمة اللجنة العلمية في المجلد الأول لتفسير سورة الفاتحة والبقرة.

الصفحة 272